تاريخ النشر: 21/05/2024
الناشر: دار ومكتبة البصائر للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة الناشر:جدّتي تذكر عن جدّتها أن هذه القامات النحيلة كانت أكثر ترفاً قبل اليوم. كان الصغار ينصتون لكلماتها وهي تؤشر لهم بسبابتها إلى المساحات الخضراء المترامية وهي تقول: هذه الأرض كانت لأجدادنا، كنا نزرعها ونحصدها دون أن يفرض أحد علينا دفع ضريبة، الحياة صارت تقسو حينما حضر الغزاة. كانت تسمّيهم الغزاة، ...وحينما يستفهم الأولاد عن مغزى كلمة غزاة، كانت تقول لهم: أناس حضروا دون دعوة منا، رغماً عنا، وضعوا أقدامهم في أرضنا، لم نرغب في وجودهم أبداً، لكنهم حضروا، وفرضوا علينا السكوت، السكوت أو العقاب، الكثير منا رفض السكوت، فحلّ العقاب، السجن والتعذيب والقهر، وحينما فكر الغزاة بالرحيل كنا قد فقدنا الكثير من صلابتنا، وإستسلم الكثير منا، وإستغل الإنتهازيون حالة الضعف فينا، وتآمروا مع الغزاة، فإشتروا مساحات كبيرة من أرضنا ومزارعنا بثمن بخس، وفرضوا علينا الضرائب والأتاوات، ومن لم يستطع الدفع يتنازل عن ملكية أرضه، ويحتفظ بحق العمل كأجير فيها، ومع الأيام صرنا عبيداً في مزارعنا، نعمل طيلة ساعات النهار حتى يفتك بنا التعب، وفي المساء ننام مثل الجثث ينخزنا الأنين والوجع.. إقرأ المزيد