تاريخ النشر: 22/04/2014
الناشر: بيسان للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:من الناس من يمرون في هذه الحياة على رؤوس أصابعهم، لا يحدثون جلبة أو ضوضاء، وكأنهم في رحلة من شروطها الهدوء والإنضباط والتقيد بالبرنامج المقرر، هؤلاء لا يفكرون أبداً بتغييرٍ في البرنامج أو تعديل في خط سير الرحلة، لأن للتغيير والتعديل في نظرهم شروطاً وأحكاماً لا يقدر على التصدي ...لها سوى اثنين وهما: القدر والزمن.
لذلك، فإنهم يسلّمون من أمرهم للأمر الواقع الذي يقول: إذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون، ومن الناس فئة تقف على الضفة الأخرى من هؤلاء، إنها فئة الرواد المبادرين المتصدين للباطل، وغير الساكتين عن الحق، والذين خلقوا ليكونوا على جدارة في الصفوف الأمامية، متسلحين بالشرف والنبل والصدق والتضحية حتى بالحياة في سبيل حق يدافعون عنه، أو مبدأ يؤمنون به، أو قضية عادلة يعملون من أجلها... فتراهم شعلة نشاط وإقدام، وتسمع ضجيجهم حتى ولو كانوا صامتين... هؤلاء تلتفت إليهم الأنظار والقلوب والعقول، ويصبحون مثالاً يحتذى به ويسير على نهجه الكثيرون، وتترسخ أسماؤهم في ذاكرة الأجيال، من هؤلاء شكيب وهاب الفارس العربي الذي قال عنه المجاهد سلطان باشا الأطرش "شكيب وهاب شجاع لإيهاب الردى، رابط الجأش، عملاق يقتحم المخاطر، انتزع عن جدارة إحترام الثوار، وطبقت سمعته الآفاق، حتى رهبه الأعداء وحسبوا له ألف حساب" قال ذلك سلطان باشا الأطرش في صديقه ورفيق جهاده، الذي جمعته معه مسيرة نضال طويل، وحكايات صمود وأباء...
فمن هو شكيب وهاب؟ ما هي سيرته؟!! وماذا عن نشأته وبيئته ومسيرته؟! ماذا عن رجل شكل مدرسة في مقاومة المحتلين الفرنسيين والإنكليز الطغاة؟! ماذا عن مجاهد ألغته الساحات والميادين في فترة كان فيها الصراع الدولي على البلاد العربية يحتدم، والأطماع الإستعمارية تزداد، وأبواب الأمل الأمل بالخلاص تقفل.
وفي هذا الكتاب يشرع الكاتب أبواب التاريخ وينفذ منها مستطلعاً سيرة هذا الفارس الذي بقي ردحاً من الزمن وهو يواجه المستعمر ببندقيته التي يقف وراءها ثباته وعزيمته وإصراره على عدم النكوص رغم ما لاقاه من عناء وعذاب وإشراف على الموت أو الإعتقال... متنقلاً مع المجاهدين حيث أيقنوا أن من هذا المكان يمر الفرنسي بعدته وعتاده... بجنوده وآلياته... من شرق الأردن إلى الجسر في كوم الروية.... هناك حيث أدهم وشكيب وهاب وباقي المجاهدين في إنتظار مرور الجنرال الفرنسي غورد لإطلاق النار عليه... وهناك من شرق الأردن إلى السويداء حيث تصدى مع سلطان باشا وأخيه مصطفى وبعض المجاهدين للدبابات الفرنسية...
هي تلك بعض من المواقف التي تتوالى على القارئ في هذه السيرة التي تتناول شكيب وهاب وحياته ومسيرة... سيرة إنسان نذر نفسه للنضال في أكثر من موقع، وكان همه الأول والأخير حرية بلاده وسيادتها، ودفع الظلم عن أهلها، ولو كلفه ذلك أن يحكم عليه لمرات عديدة بالإعدام، وأن يلجأ من مكان إلى آخر، مطارداً من المحتلين الغاصبين. إقرأ المزيد