الرواية المغربية المعاصرة - دراسة تأويلية
(0)    
المرتبة: 137,283
تاريخ النشر: 15/04/2014
الناشر: النايا للدراسات والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:لعل إعتبار الرواية جنساً أدبياً غير منته في تكونه، ومفتوحاً على بقية الأجناس الأدبية الأخرى، ومستمداً منها بعض عناصرها اللغوية والتيمية والأسلوبية، أمر يقود إلى الحديث عن أشكال بنائها الفني وإنسجامها الجمالي وتماسكها الرؤيوي.
فالنص الروائي يشكل لغته عبر جعلها مخترقة ومتخللة من لدن أنماط تعبيرية مختلفة ومتعددة، ومن شأن ...هذا الإختراق الفني أن يدمج اللغة الروائية بسياقاتها الإنتاجية المرتبطة، ضرورة، بالتحولات الإجتماعية والتاريخية، وصوغها صوغاً حوارياً ودينامياً، مما يجعل من الخطاب الروائي خطاباً "هجيناً" ومتصلاً بالتركيبات البنيوية للكلام الروائي، عن طريق تعدد اللغات والأساليب والنبرات، والتفاعل الخطابي والنهي في إطار السياقات الدينامية والجدلية، والتي تلج الخطاب الروائي عبر الأجناس الخطابية المتخللة.
وتعدو الأجناس المتخللة (سجلات النص) بمثابة الأحزمة الناقلة للحيوان الإجتماعية والدلالات النفسية إلى جوهر النص الروائي كإبداع إجتماع دينامي.
وإلى هذا، فإن القراءة النقدية للعمل الأدبي الروائي ورصد طبيعة التطور المعرفي والنظري الذي عرفته النظرية الأدبية الحديثة والمعاصرة هو أمر صعب عزيز وصعب، إذا لم ينضبط لجملة من التحديدات المنهجية والمعرفية والنظرية، لأنها تجترح لعملية القراءة أفقاً سياقياً جديداً، ينسجم مع الإشكالات النظرية الأدبية نفسها من جهة، ويحاط بثلة من الأسئلة الوجودية القيمنة بمنحه وجوداً إشكالياً منغرساً في أتون الواقع، ومفتوحاً على مسارات إبداعية ومعرفية مختلفة من جهة أخرى.
لعل هذه التطورات النظرية والمنهجية قد أدت، فعلاً، إلى طفوح إشكاليات جديدة من قبيل: من المسؤول عن إنتاج الخبرة الجمالية؟ هل هو المبدع أو القارئ؟ أم أنها (حصيلة الدينامية التفاعلية البينية؟ وهل المعنى شيء قائم في النص الأدبي؟ أم أنه شيء يحدث وينتج أثناء عملية القراءة؟.
من هنا، فإن مشكلة أصل المعنى الأدبي، بوصفها إشكالية مؤرقة في الدراسات الأدبية والروائية بصورة عامة، والمغاربية على وجه الخصوص، تطرح أسئلة كثيرة ودقيقة، لأنها تفترض تساؤلات جديدة ومتناسلة بإستمرار من قبل: ما هو المعنى الأدبي؟ وما هو أصله؟ وكيف ينشأ أثناء عملية القراءة؟...
من هنا، فإن مشكلة أصل المعنى الأدبي، بوصفها إشكالية مؤرقة في الدراسات الأدبية والروائية بصورة عامة، والمغاربية على وجه الخصوص، تطرح أسئلة كثيرة ودقيقة، لأنها تفترض تساؤلات جديدة ومتناسلة بإستمرار من قبل: ما هو المعنى الأدبي؟ وما هو أصله؟ وكيف ينشأ أثناء عملية القراءة؟.
لعل هذه الإشكالية المنبثقة عن مجمل المشاكل النظرية المطروحة في الخطاب النقدي والروائي المعاصر، تسهم في تنسيب المعرفة البشرية وتغريدها تغريداً خاصاً، ومنضبطاً لمختلف الرؤى النظرية التي توجه كل خطاب نقدي على حدة، ويعود ذلك إلى أن هناك حقولاً معرفية عديدة تتقاسم الدراسة النظرية حول المعنى؟ سواء تعلق الأمر بعلم النفس أو بالظاهراتية أو بالتأويلية أو بنظرية التلقي أو بالتفكيكية، دون أن ننسى حقولاً معرفية أخرى تتحاقل تجاورياً من خلال نشدانها لنفس الغاية مثل: علم إجتماع القراءة والسيميولوجيا والسيميائيات السردية وعلم نفس الإستجابة ونظرية الجشطالت وغيرها من الإتجاهات الحديثة والمعاصرة.
إلا أن بروز التأويلية ونظرية التلقي في النظرية النقدية الغربية قد أدى إلى تبديد العديد من تلك المشاكل النظرية والمنهجية، التي كانت مطروحة على النظرية النقدية، حيث لم يعد ينظر إلى العملية التأويلية من المنظور التقليدي، بل أصبح ينظر إليها بوصفها حصيلة الدينامية التفاعلية القائمة لحظة القراءة.
ضمن هذه المقاربة تأتي هذه الدراسة التي تهدف إلى ضبط مختلف الطرائق المنهجية التي تسهم في فتح التأويل الأدبي على سياقات معرفية ونظرية متباينة، أضف إلى ذلك، رغبتها في تجاوز التصور التقليدي للقراءة الذي ارتبط في التاريخ الأدبي والنقدي بإلتقاط مضمون النص لدرجة أن مفهومي النص والمعنى النصي كانا دالين دائماً على مضمون ثابت في مواجهة قراءة متعاقبين، عليهم، دائماً، أن يصلوا إليه بوصفه عين الحقيقة في كل الظروف والأحوال.
وهي الغاية الأساسية التي يأمل الباحث أن تصل إليها هذه الدراسة والتي اتخذت في الرواية المغربية المعاصرة نموذجاً خاضعة لدراسة تأويلية ضمن تلك المعطيات النقدية. إقرأ المزيد