الحيرة والإحلام - مجموعة قصصية
(0)    
المرتبة: 302,801
تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: دار الفارابي
نبذة نيل وفرات:حين تفرز السياسة واقعاً هجيناً في مكان وزمان معينين، يكون الأدب شهادة حق في وجه واقع جائر، ولكن "عبد الحسن حسن خلف" يدلي بشهادته عبر (الذاكرة) ففي ظل الواقع القاسي، يلوذ الناس بالذكريات، ويعكف كل كل منهم على ذاكرته هرباً من الواقع، وهكذا تطغى الذكريات على الوقائع في "الحيرة ...والأحلام" المجموعة القصصية الجديدة للكاتب التي تمتد بذاكرتها إلى ثمانينيات القرن العشرين في العراق، على الرغم من أن الذكريات المستعادة في الكتاب قائمة بدورها كالواقع المعيش غير أن وطأة المتذكر هي أخف بطبيعة الحال من وطأة المعيش الآن.
في القصة الموسومة بـ"برقية مستعجلة" يستحضر الكاتب وعبر راوٍ عليم المشهد السياسي أيام حكم الرئيس الأسبق للعراق، وقد عاد بطله بذاكرته إلى أيام كان عمره ثمانية عشر عاماً، وهو سائراً يحدق بالوجوه "أحسّ بالناس خائفين يحدقون بالوجوه، يتأملون بالحيطان، ينظرون إلى الأبواب، يحذرون، يترقبون، اللافتات والملصقات تشدد الخناق على الجدران، ملصقات ملونة طويلة، عريضة، يظهر فيها شخص محاصر نحو الجدار... يقف أمامه شخص أفندي... رقيب أو مخبر سري، يهمس في أذنه، ويهدده، يحذره، يوجه إليه إنذاراً، يرفع بوجهه سبابته ويشير بها نحو الحائط، والحائط مكتوب عليه بخط عريض: "لا تتكلم، للحيطان آذان"، غداً سترفع المشانق، وتقطع الرؤوس في ساحة التحرير..".
وهكذا، يكون الخطاب مكملاً للحكايات، وتشكل بذلك (الحيرة والأحلام) أثراً روائياً شجاعاً لا يتورع فيه الروائي عن اقتحام الممنوع، الذي يتهيب كثيرون الاقتراب منه. تضم المجموعة ثمان قصص قصيرة جاءت تحت العناوين الآتية: "عاجل"، "دلوبة ذات الاقراط"، "دفتر ذكريات"، "وذا النون"، "أبو إطويرة"، "محاضرة في الهواء الطلق"، "متى هذا الوعد؟"، و"رحلة عسكرية".نبذة الناشر:"خرجت الأفاعي من جحورها في ليل دامس، تجاوزت حواجز الزمان والمكان، تسللت خلسة إلى دهاليز الظلام، كمت الأفواه، وأغلقت أبواب البيان المنطوق، نامت نواطير مصر عن ثعالبها وقد غلبها النعاس؛ رأيت من مسافة امرأتين تتلفعان بعباءتين تتطلعان من النافذة، تمدان رأسيهما الواحدة تلو الأخرى، ثم تتشاوران وتتهامسان، احسست بهما، تمتلكان أسراراً سرية، أطلقت لساقيّ العنان في الهواء، مددت رأسي بلهفةٍ واشتياق، اطلعت على رعب لا يطاق، رأيت بأم بصيرتي ثعبانا يلعق في الماعون، في الموقد الذي كنت أمازح فيه أم طويرة، أحسّ به يتلذذ". إقرأ المزيد