تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: جداول للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:بين الرحيل والثبات، بين المدينة والصحراء هي ما يرصده سعيد السريحي في عمله الجديد "الرّويس" حيث يشكل المكان الشخصية البرز في الرواية، هذا إذا ما اعتبرنا العمل رواية فهو اقرب إلى السرد التاريخي أو المذكرات وبتعبير الكاتب: "حاولت فيه أن أمارس كتابة حرة كأنما كنت أكتب لأهلي في الرويس ...إذ قرأوه قالوا: هذا هو نحن ثم لا يسألون بعد ذلك عن جنس ما قرأوه أو تصنيفه ... قل يا صاحبي إنه كتاب بدائي بسيط جداً كأهل الرويس". من هنا يستحضر الكاتب التاريخ الإجتماعي لأهل الرويس، ويعبر من الرواية إلى الحياة وبالعكس. وهو يفعل ذلك من خلال رصد حركة الشخصيات المختلفة وعلاقاتها في ما بينها، وتفاعلها مع العمران الجديد، الزاحف باتجاه الأحياء القديمة، لذلك أراد الكاتب الإحتفاظ بهذا الشيء العزيز على قلبه (المكان) ولو عبر الكتابة، مزيناً الحاضر بذكريات خلت احتضنتها الرويس في الطفولة والشباب وكل ذلك يأتي في نص مشغول بحرفية واضحة، وبلغة طلبة تغلّب التقرير على التصوير، وتؤثر المباشرة على المداورة، وتكثر من السرد وتقل من الحوار، وتترجح بين رصد الحركة الخارجية للشخصيات وسبر الإعتمالات الداخلية في كل شخصية.
في ثنايا النص نقرأ للكاتب سعيد السريحي قوله: "إنتهينا إلى أن نكون بدواً في عيون المضر وحضراً في عيون البدو ...
ولم نكن نعرف من نحن ...
حضر .. بدو .. بدو ... حضر
ثم لا ننتمي
إلى أيٍّ من ذلك كله.
كأنما الرويس وأهله محطة عبرها التاريخ ونسينا فيها حين ارتحل". نبذة الناشر: «على الأفق الشمالي لجدّة كانت تلوح بيوت الرّويس.. تلك التي آوى إليها آباؤنا حيث ألقت بهم أقدارهم.. أكواخ من القش، وصندقات من الخشب، وبضع بيوت من الطين، والحجر. كلٌ بنى من سعته، أو كلٌ بنى من ضيقه، يتفاوتون في مقدار الفقر الذي يوحد بينهم جميعاً على اختلاف القرى التي حملوا جثامينها معهم حين جفّ الماء، وانقطعت فيها سُبل الرزق». إقرأ المزيد