تعبيرية الاشياء من المحاكاة الى التذويت
(0)    
المرتبة: 188,089
تاريخ النشر: 01/01/2019
الناشر: دار الرضوان للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:تمثل منطلقات الحداثة التي وسمت بها حركات القرن التاسع عشر بعداً إنشطارياً بين التاريخ والوقائع الحياتية والمعرفية والذائقية التي أخذت بالحراك في منتصف هذا القرن، فالموروثات الفنية ونظرياتها الذوقية في مسار محتوم وطلائع التجريب والتحديث لعموم مفاصل الحياة الإنسانية، وبذلك تكون حركة الحداثة شاملة في سعيها إلى رج المرتكزات والأواليات ...المتعالية.
ففي مسار الخطاب الفلسفي أتت مقولات الماركسية متقاطعة وارث عالم المثال والميثافيزيقيا لتشترط التغير أساساً لأية فعل فلسفي متخطية مفهوم (تفسير) الظواهر وتسكين مفاهيمية الأشياء.
وعلى سكة الفنون الأدبية ثمة مظاهر للنظر إلى الوراء البنائي والذوقي للنص الفني وتواصلاته الجمالية، بذائقة ورؤية تخص الذات وموفراتها الساكو - سوسيولوجية لتكون مظاهر الأشياء ذات (مشاعية) ذاتية ولتصبح تلك المظاهر فيصلاً للتذوق والإستقبال والتساؤل وبمظاهرة من متون الفلسفة الفنومنولوجية، فالذات وجولاتها وأغاراتها لتقشير طوبات الأشياء وأبعاد الوجود الإنساني بتذليقاتها هي دون متعاليات التاريخ المشروطة بأبعاد وحمولات الموضوع، فكان لحركات الشعر الرمزي ممثلاً بنصوص (بودلير - بليك - رامبو) أداءاً للذات في حرثها لذاتها دون التوسل بعدة (الموضوع) أو الما - حول.
وكان لــ (التعبيرية) أن تستدعي بوساطة الذات رؤيتها لــ (موضوعها) بفعل إنزياحي تطيح به وعبره الذات بكل مقومات (الأمثلة) و(الموضعة) الساكنة والمقرورة بنواميس التاريخ وأيقوناته و(سردياته) الكبرى.
وتمنح التعبيرية الذات اللياقة الداخلية للأغارة على الأشياء والظواهر بمنظومة لها من الكفاية والذخيرة السايكو - سوسيولوجية ما يؤمم لتلك الأشياء والظواهر ليعبر منها كائناً راسخاً من حاضنة الذات وجمالها الحيوي ومعطياً يخص مديات الذات إزاء ذاتها المتماوجة لتشمل محيطها المتعوض بصدفة التاريخ والعادات اليومية والمنافع والطروحات الدائية وتنضيدات المخيال.
وقد جاء جهد الباحثين (الحاتمي - القاسمي) في رفقتهما الذاتية - والسوسيولوجية في تقليب معطيات النصوص التعبيرية كل وذائقته وهيكليته الحسية والمعرفية في التسديد نحو الأشياء والنصوص الجمالية بعبرة الإستفتاء لتقبل الرسائل الحياتية ونفاذها ومنحها من بعد تشكلها بعبورها لشبكة الذات وبعبرة انفتحت بها آليات إستقبالها عتبات عدة لمهر النص بأمضاء ذاتي يتحالف مع المنهج الأكاديمي وجاز للباحثين (الحاتمي - القاسمي) بإستقبالهما للنص التعبيري أن يقترحا لذاتهما ذائقة مماشية ومتعابرة مع الأشياء في غرابتها المحدثة ليصلا إلى ما أسماه شاعر ألمانيا الأكبر (مولد ريش) بــ (إمتحان الغريب).
د. محمد عبد الرضا أبو خضير إقرأ المزيد