وسائل الاعلام والاتصال دراسة في النشأة والتطور
(0)    
المرتبة: 205,439
تاريخ النشر: 01/12/2012
الناشر: دار المسيرة للطباعة والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:شكّل تطور وسائل الإعلام والاتصال، عبر حقبٍ زمنية متعاقبة، وعلى امتداد تاريخ يتسم بعدم القصر، قفزات واسعة، تجسدت انطلاقتها الصاروخية بمقياس الزمن المتسارع – إن صح التعبير- بداية منتصف القرن العشرين وما تلاها، كان لها أثر بالغ في ظهور قنوات فضائية، متعددة الأغراض والأساليب، غطت عوالم الاتصال المرئي والمسموع والمقروء، ...فبرزت العديد من وسائل الاتصال التي تقوم على مشاركة المتلقي مثل الوسائط المتعددة، التي مزجت بين الكمبيوتر وخدمات الهاتف والتلفاز مع الصوت والنص المكتوب والمعطيات الإلكترونية الرقمية التي غزت العالم، إذ ما عاد بالإمكان لأحد الاستغناء عن وظائفها، وما تقدمه من إفرازات في التعليم والثقافة والمعرفة، وفي تحديد مسار الاتجاه للإنسان المعاصر، بعد أن تخطت تلك الوسائل كل الحواجز، وأضحى نتاجها الإعلامي في كل بيت وزاوية، فتلاشت بوجهها الحدود السياسية والجغرافية حتى أصبح الإعلام وعلم المعلوماتية، تبعاً لذلك، علوماً لا تحدها حدود ولا تقف بوجهها الموانع والعراقيل، مهما كانت براعة القائمين على ابتكارها، إذ أصبحت محاولات الإيقاف مجرد لعب أطفال، سرعان ما تزول أمام التطور الهائل لتكنولوجيا المعلومات والاتصال. وأضحى العالم بفضل ذلك التطور، بما فيها بلادنا العربية، سائراً على سكة القطار الوحيد، الذي تميزت محطاته بجاهزية مشاريع الصناعة الاتصالية، وسهولة نقل منتجاتها التي لا تحتاج إلا لقليل من الجهد والاستيعاب فضلاً عن ضرورة توفر الوفرة المالية للشراء والاستيراد! مع غض النظر ولو على استحياء، لما تتركه تلك الأدوات ونتاجها الاستهلاكي من (تبعية ثقافية) وتغريب للهوية عند الشعوب المتلقية لذلك النتاج القادم بأغلبه من مصادر تفرض بشكل وبآخر – هيمنة إعلامية - من دول الشمال الصناعي والتقني نحو دول الجنوب المستهلك المتلقي، حتى أضحى نتاجها، كالعلامة الفارقة للوجه، بعضه يخلط السم بالعسل، والآخر تتعدد فيه الألوان والأشكال. لكن روح الهيمنة الواحدة هي من يسود والتي تعمل على وفق آلية التداخل الشاملة المتكاملة، بيد أننا لا نستطيع الفكاك منها، إلا من خلال وجود استراتيجيات إعلامية واضحة المعالم، تمنع اختلاط الأوراق، وتبعد الضعف والوهن عن الأداء الإعلامي الذي بسببه أصبحنا عاجزين عن مواجهة ما يحيط بنا من ظواهر وإرهاصات، كان لوسائل الإعلام الدور الأكبر للتأثير المباشر فيها.
وفي ضوء ذلك، نرى أن واحدة من أهم التحديات التي تواجه شعوب العالم الثالث، بما فيها الشعب العربي ومكوناته السياسية ودوله وأدواته الإعلامية العاملة، والتي يجب مواجهتها بشيء كبير من العلم لتقليل الفجوة المعرفية، هي تحديات العولمة، والتطور التقني المتسارع في عالم الاتصال والمعلوماتية وما ترتب عليه من احتكار للسوق العالمية الممسوكة بقبضة حديدية غربية في ظل وجود تلك الفجوة المعرفية التي ما فتئت تتسع يوماً بعد آخر.
ولأجل ذلك أستعرض المؤلف البدايات الأوَل لوسائل الإعلام، والقنوات الاتصالية المتعددة الاتجاهات، من حيث النشأة وجذور التكوين، من صحف ومجلات ودوريات وقنوات تلفازية ومحطات إذاعية فضلاً عن الوسائل الأخرى المتعددة الوظائف والوسائط ذات التقنيات الحديثة التي غزت إعلامنا وأسواقنا في آن واحد، مسلطاً الضوء على وسائل الإعلام العالمية والعربية، مراعياً التسلسل التاريخي لتلك النشأة، ومراحل التطور التي شهدتها، وأبرز روادها، بأسلوب توثيقي، اتخذت من المنهج التاريخي ضمن البحوث الوصفية معياراً لذلك الاستعراض في ضوء ما وقع تحت يدي من مصادر حاولت جاهداً أن أُلم بمعظمها فما استطعت لصعوبة التوثيق والأرشفة نظراً لعدم الاهتمام بها سابقاً، وهي محاولة آمل مستقبلاً، تطويرها بما يتلاءم ودور الإعلام العربي تحديداً، الذي لا يقتصر على شرح قضايا الأمة العربية ونقل حاجات المواطنين بصدق وشفافية، بل ويساهم في إعادة الفكر العربي، وتجديد أطره في ضوء المخزون المعرفي والحضاري الذي تمتاز به أمتنا فضلاً عن العودة إلى المنبع الصافي لمناهل العلم فيها، مستفيدين من ثورة التكنولوجيا والاتصالات التي تتيح له القدرة على إيضاح الحقيقة وتجفيف بؤر التضليل. إقرأ المزيد