تاريخ النشر: 01/01/1995
الناشر: دار الحق
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:المثنوي: هو شكل من أشكال الشعر الفارسي، عرف في عهد مبكلا من تاريخ الأدب الفارسي الإسلامي، ونظمت فيه أعمال خالدة. وتعني كلمة مثنوي بالعربية النظم المزدوج، الذي يتحدد به شهر البيت الواحد ويكون لكل بيت قافيته الخاصة، وبذلك تتحرر المنظومة من القافية الموحدة. والمعروف أن جلال الدين بدأ نظم ...المثنوي حوالي 657هـ، ثم نظم الجزء الأول بين عامي 657-660هـ، وأعقب ذلك فترة عامين من التوقف، ثم استأنف النظم من جديد عام 662 هـ. ولم ينقطع الرومي عن النظم حتى وصل إلى نهاية الجزء السادس في صورته الحالية. وللمثنوي طبعات متعددة ونسخ مخطوطة كثيرة منتشرة في مكتبات العاملة كما ا، له شروحاً كثيرة بلغات مختلفة، منها الشرقي، ومنها الغربي.
ويصنف الدكتور (كفافي) ديوان المثنوي بقوله: " إن روعة المثنوي تأتي من أنه يتناول الحياة بكل جوانبها، لا نكاد نرى موضوعاً من موضوعات الأخلاق والسلوك لم يطرقه الشاعر، ولكن سبيل معالجته لم يكن سبيل الواعظ، بل سبيل الشاعر الفنان. وكذلك حفل المثنوي بالقرآن والحديث، وقصص الأنبياء، والقصص الشعرية، والفلك، والأساطير، والعادات، والفلسفة، والكلام، والطب، بل ولا نكون مبالغين إذا قلنا أنه كشف عن معرفة جلال الدين بألعاب التسلية الشائعة من شطرنج، ونرد، وصولجان.
أما تناول هذه المسائل فقد كان بأسلوب تحليلي يتسم بالجد، ولكنه بين حين وآخر يدخل فيه عنصر الفكاهة والسخرية فيكون بالغ الأثر، ويرسل به لوحات رائعة لا تتاح إلا لمن أو في قدراً عالياً من براعة التصوير. كان كثير منها معروفاً ذائعاً، سواء منها ما كان دينياً وشعبياً، ولكن تناول الشاعر لهذه القصص جعلها تكتسب طابعاً جديداً، وتبدو وكأن الشاعر قد ابتدعها، ذلك لما كان يبثه فيها من روح فني، ولما كان يصوغه لها من حوار رائع يشهد للأوزان العربية بمدونتها واتساعها لألوان جديدة من الإبداع والفن، وقدرتها على استيعاب ملامح وسمات لم تظهر في أدبنا حتى يومنا هذا. إذن فالملاحظ في ديوان المثنوي أنه يحاول التحليق بالنفس الإنسانية من أو حال الحضيض، والتحلل والتعليق بالحياة المادية، الضيقة إلى آفاق الحياة الأخلاقية، والروحية الرحبة.
ويدرس الإنسان بعمق في رفعته وانحطاطه عارضاً عواملها بأسلوب فني. ومما يجدر الإشارة إليه أن لجلال الدين قصائد باللغة العربية، كما يلاحظ في المثنوي، فإن فيه بعض الأبيات التي نظمها جلا ل الدين نفسه باللغة العربية، ومن هنا حظي الكثير من أبيات المثنوي باهتمام العلماء والناس أيضاً. فاصبح البعض منها في الأمثال السائرة التي يستشهد بها الناس في بعض القضايا والحالات. كما أن العلماء وخاصة في الفلسفة، والعرفان والأخلاق، يستشهدون بالكثير من أبيات المثنوي في التعبير عن أفكارهم، أو في الاستشهاد أو الاستدلال عليها. كما يلاحظ القارىء بوضوح في الكتب المؤلفة في هذه المجالات، وكل ذلك يعبر عما تملكه هذه الأبيات من غزارة المادة، وجودة في الصورة، وحلاوة في التعبير والأسلوب، وعما يملكه جلال الدين نفسه من استيعاب للكثير من المسائل العلمية والاجتماعية.
ونظراً للأهمية التي يتمتع بها هذا الديوان اعتنى الشاعر "محمد جمال الهاشمي" وهو من علماء النجف الإشراف، وأدبائها بنقل هذا الديوان من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية، وبالمقابلة بين النص الفارسي والنص العربي للأبيات ويقصد بذلك أن هذا الكتاب قد تضمن النص الفارسي للمنثوي وما يقابله من نص عربي مترجم للشعر، ويلاحظ أنه اتبع في الترجمة نفس الطريقة التي يتبعها هو نفسه في النظم، من اتحاد شطري البيت الواحد في القافية، ومن الملاحظ أيضاً أن السيد الهاشمي ترجم على الغالب كل بيت من شعر المثنوي ببيت واحد، وهذا عمل صعب جداً لمثل المثنوي الحافل بالمعاني، والآراء والمطالب العلمية الدقيقة. إقرأ المزيد