خصائص الأدب الصوفي العالمي ؛ المعنوية والأسلوبية (دراسة، عرض، تحليل)
(0)    
المرتبة: 116,700
تاريخ النشر: 01/07/2013
الناشر: خاص-سهام عبد الله كريدية
نبذة المؤلف:الأدب فنّ من الفنون الجميلة يعبر عن حدث وجداني عقلي إزاء حقائق الكون والحياة ويلتقي الفن بالدين في أعماق النفس كما يلتقيان في أعماق الوجود. ويعرض للإنسان في الواقع المادي إلى جانب ذلك واقعه الروحي العلوي ، ولا يأخذ الإنسان وحده منعزلاً عن بقيّة الكون والأحياء إنّما يأخذ الإنسانَ وغيرَهُ ...من كائناتِ الأرض وكائناتِ الكون ويصل بينها جميعاً حين يخلعُ عليها صفةَ الحياة المشتركة. فيزوده برؤية ٍشموليةٍ للكون وموضعِهِ في هذا العالم، فهو إذاً إحساسٌ بانقسام الوجود إلى مستويين أو عالمين: عالم الظواهر المحسوسة، وعالم الغيب الذي صدرت عنه الظواهر المحسوسة بما فيها الإنسان وأشكال الحياة الأخرى، فيعرف الإنسان لوجوده غاية، ويعرف لمسيرته وجهة، ولحياته رسالة، وتَسْلم نفسُه مـــــــن التمزّق والصــــــــراع بين مختلف الغايات، وشتّى الاتجاهات، فيوحّد بين طاقات المرء وأوجه نشاطه ويجعلـــها طريقاً واحدة ذا غاية واحدة.
وحين يعبّر الفنُّ عن حقيقة العقيدة في ذلك الإطار الواسع لوسائله التعبيرية فإنه لا يعمل على رفعة البشرية وإطلاقها من عالم الضرورة والقيد والإنحسار في النطاق المحدود فحسب ، بل إنه من الوجهة الفنيّة يكون فنّاً كونيّاً شاملاً لأنه يعبر عن حقيقة الوجود. فالأدب الصوفي يعبّر عن تجربةٍ إنسانيةٍ تصلُنا بحقائقِ نفسه، والوجودِ وأسراره والغازه فيعرضُ علينا صوراً من مشاعره ومعانيه بطريقة، تمتع النفوسَ والقلوبَ والأرواحَ، ويكشف للآخرين من أسرار الوجود والنفس ويسلّط عليها من إشعاعاتِ نفسه، وما يفيضُ على عقله من تأملاتٍ وأفكارٍ وخيالاتٍ ، بطرقةٍ فنيّةٍ مؤثرة ٍ.
والعقيدةُ تؤثّر في نفس الأديب وينظر إلى الحياة من خلالها ويعبّر عن إحساسه بجمال الكون، والإرتباط الحي بالكائنات، والتوجّه إلى الناس بالحبّ والرعاية، لأنــــــه قلبٌ متصلٌ بالله، فكل عمل يبتغي فيه وجهَ الله عبادة، يتطلع إلى الله في الشــــــــــــــــدائد ، ويصبر على قضائه ويرضى بحكمه، ويشكره على نعمه، وأمانيه كلُّها في محابّ الربّ والتقربِ إليه وإرضائه واستعطافه، فحين يدخل الإيمان النفس يهزّ الوجدان في الأعماق وينبّه الحس ، ويفتح البصيرة. بينما القلب الذي انقطعت عنـــــــــــــه الصلة بالله يصبح خراباً جافاً من نداوة الإيمان، لم تسكنْ فيه محبةُ الله وإجلالُهُ وطلبُ مرضاته.
وهذا ما سيبنهُ هذا الكتابُ وسيكشفُ عن خصائص الأدب الصوفي العالمي المعنوية من حيث الوجدانية والشمولية والإحساس بالجمال والتعبير عنه، كما سنتكلم على الأساليب الفنية المختلفة التي عبر بها الصوفيةُ عن أفكارهم وآرائهم. وهذا الكتاب حافل بالشواهد من الكتب الدينية وبالنصوص الأدبيـــــــــة الصوفيـــــــــــة، من المتقدمين والمتأخرين، وفيه الكثير من التعليقات والشروحات التي تيسر هذا البحث على الأفهام.
وفي الكتاب نظرة جديدة إلى التصوف يظهر مادة الأدب في ثوب جديد، مما يكسبها الطرافة والجدوى ، ولما امتازت به من شمول فهي لم تتناول نوعاً واحداً من التصوف، ولا مدرسة صوفية دون أخرى، بل تناولت أدبية التصوف عند الأمم وابراز خصائصه المعنوية والأسلوبية وقلّ من تطرق إلى مثل هذا الموضوع. إقرأ المزيد