تاريخ النشر: 01/01/2011
الناشر: عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:الدعوة إلى الله هي قيام من له أهلية بدعوة الناس جميعاً في كل زمان ومكان لاقتفاء أثر الرسول صلى الله عليه وسلم والتآسي به قولاً وعملاً وسلوكاً . وقد كان رسل الله جميعاً دعاة إلى الله أرسلهم الله إلى خلقه مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد ...الرسل ، وقاموا بهذه المهمة التي بُعثوا من أجلها فأنقذوا الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان ، ومن الجهل بالله إلى معرفته سبحانه وتعالى ، ومن عبادة المخلوق إلى عبادة الخالق فقاموا بدورهم خير قيام ، إلا أن الرسالة قد انقطعت ولم يبقَ من الأنبياء إلا ورثتهم وهم العلماء العاملون فوجب عليهم أن يقوموا بحقهم في هذه المهمة ، الدعوة إلى الله التي هي وظيفة مورثيهم ، ويقوموا بنشر الدعمة إلى الله بين الناس في أممهم ومجتمعاتهم مسلمها وكافرها ، يدعون الكافر فيهم إلى الإيمان بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، والمؤمن إلى التمسك بدينه والعرض عليه بالنواجذ ، مقتدين بذلك برسل الله صلوات الله وسلامه عليهم ، مستنين بسنتهم مهتدين بهداهم ، مبشرين من أطاع الله بالثواب ، ومنذرين من عصاه بالعقاب ، مخلصين له الدين . وقد حفل القرآن الكريم بهذه المعاني من حيث الحضّ على الدعوة إلى الله ، وأن جميع أساليبه من خبر وطلب لا تخلو من دعوة إلى الله . وإلى هذا فإن سورة إبراهيم عليه السلام التي وقع اختيار الباحث في رسالته التي تضمنها هذا الكتاب لتكون موضوعاً لأطروحته قد اشتملت على كثير من أهداف الدعوة إلى الله ، مع ذكر لأساليبها ووسائلها ، كما اشتملت على ذكر عدد من الرسل وحديثاً حول ما جرى مع أممهم عند دعوتهم إلى عبادة الله مثل نوح ، وهود ، وصالح ، وموسى عليهم صلوات الله وسلامه ، كما أن سورة إبراهيم تضمنت ما يفيد عموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، وخصوصية دعوات الأنبياء السابقة على دعوة الإسلام ، بالإضافة إلى ذلك ، فإن إبراهيم الخليل هو ذلكم النبي الذي كان له الباع المتسع والجهد الجبار في الدعوة إلى الله ، حيث دعا إليه بالقول والعمل والمنطق والتجربة ، مستعملاً معظم أساليب الدعوة ومناهجها ، من أساليب الترغيب والترهيب ، والمحاجة والحوار والإستدراج ، وذلك أثناء مواجهته عقائد وثنية ، وصانته ، وحكاماً ظلمة ، وأجناساً مختلفة ، وشعوباً متباينة ... دعا إلى الله متنقلاً ، ومقيماً ، ومهاجراً ، وفي كل حال من أحواله كان يجسد الدعوة إلى الله نابضة بالحياة والحركة . هذا وقد جاء منهج الباحث على النحو التالي : 1- بيان معنى الآية التي يأتي على ذكرها على سبيل الإجمال ، 2- تفسير الآية تفسيراً مفصلاً مع عرض آراء العلماء فيها لاستنباط الدعوة منها وترجيح بعضها على بعض ، إذ اختلفت ، مرجحاً بالأدلة ، دون تعصب أو تحيّز إلى طائفة معينة ، ليأتي من ثمّ على ذكر ما في الآية أو الآيات من الدعوة إلى الله تعالى من أساليب ومناهج وأهداف . أما خطته في البحث فقد استقامت على النحو الآتي : تم تقسيم هذه الرسالة إلى مقدمة ، وتمهيد ، وأربعة أبواب ، اشتملت المقدمة على سبب اختياره لهذا الموضوع ليكون مدار بحثه في هذه الرسالة ، وذلك دون غيره من المواضيع . أما التمهيد فقد جاء حول دور الرسل صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله وفي أنهم الأسوة الحسنة لكل داع ، وأن الرسل إنما ورثوا العلم وبأن الواجب على العلماء أخذ حظهم من هذا الميراث ، ومن ثم فقد اشتمل الباب الأول على ثلاثة فصول تضمن الحديث عن تعريف الدعوة لغة واصطلاحاً ، الأمر بالدعوة في القرآن وحكمها ، والفرق بين دعوة الإسلام والدعوة إلى الإسلام ... أما الفصل الثاني فقد دار حول عموم دعوة الإسلام في قسمه الأول ، وأما القسم الثاني منه فقد تم تخصيصه لعموم رسالة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم . وأما الفصل الثالث فقد تضمن ردّ بعض الشبه التي أثيرت حول عموم دعوة الإسلام . ويتبع ذلك الباب الثاني الذي اشتمل على أربعة فصول تضمنت الحديث ، وعلى التوالي على منهج كلّ من الأنبياء : نوح وهود وصالح وموسى وأساليبهم في دعوتهم وبيان المعجزة التي أيدهم الله بها تصديقاً لهم، وأما الباب الثالث فقد تضمن الحديث عن حوار الرسل وأممهم خلا دعوتهم . وأخيراً تم تخصيص الباب الرابع للحديث عن دعوة إبراهيم خليل الرحمن وقد اشتمل على التعريف بالنبي إبراهيم عليه السلام ، وتفسير الآية التي ذكر فيها إبراهيم ، وتدرجه عليه السلام من دعوته ومناظرته للتزود وقوته في المحاجة ، وابتلاءاته عليه السلام أثناء دعوته ، ثم هجرته لنجاح دعوته ، والدعوة في الآيات القرآنية ، وإيراد بعض الشبه التي تم توجيهها حول إبراهيم والردّ عليها ، ثم تفسير بقية السورة . إقرأ المزيد