تاريخ النشر: 01/01/2022
الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:يعتبر الإمام الغزالي حجة عصره، حيث طرح مشكلات الثقافة والمعرفة التي سادت عصره، وسعى إلى التوفيق بين منطق العقل ونصوص الشرع، فنظر نظرة فأحصى بصير لا نظرة تابع مقلد، ثم انتهى إلى كتاب يعالج مسائل الاعتقاد معالجة فلسفية للنصوص القاطعة، يثبت حقائقها إثباتاً عقلياً، فكان كتابه (الاقتصاد في الاعتقاد) ...الذي نقلب صفحاته والذي يمثل عمل الغزالي البناء في حقل ما وراء الطبيعة، فلم يكن اقتصاراً على القليل ولا استقصاء للكثير، بل كان وسطاً اقتصاداً، يذكر الرأي الآخر، ويرد عليه بالحجة القاطعة والدليل الساطع، وإذا ابتدأ أمراً مما يعتقده بقوله "نوعي" وذلك قبل إيراد الدليل عليه ليبين منهجه في اعتقاد الحق، دون غلو في المذهب أو تطرف في الرأي.
وقد كان الكتاب ذو أقسام أربعة سماها الغزالي أقطاباً، أما الأولى فيبحث في النظر في ذات الله تعالى وفي القدم والبقاء وصفة صانع العالم، وأن الله تعالى واحد ومنزه عن الولد والشريك، والثاني: فيبحث في الصفات السبعة وما تختص آحاد الصفات وما تشترك فيه، ويسهب في الكلام من صفتي القدرة والإرادة، وفي أحكام الصفات ويتكلم من السمع والبصر والى ما هناك من المواضيع المرتبطة في هذا المجال، أما القسم الثالث فيبحث فيه في أفعال الله تعالى ويرد على كثير من الدعاوى المعروضة أو المحتملة في هذا النوع، والقسم الرابع يتكلم فيه الغزالي في إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وفي وجوب التصديق بالأمور التي ورد الشرع بها، ويختتم كتابه هذا في موضوع الأمانة، وأي بيان من يجب تكفيره من الفرق معتمداً في عرض آرائه على الكتاب، والسنة مبتعداً عن البدع والأهواء التي كانت سائدة في عصره. هذا ولكتاب (الاعتقاد) أهمية كبيرة، فهو من الكتب النادرة في موضوعه، فهو يعالج جميع مسائل وراء الطبيعة (الغيبيات) معالجة فلسفية تستند للقواعد الإسلامية ويثبت حقائقها إثباتا عقلياً، وهو أوسع مؤلف للغزالي في هذا الموضوع.
ونظراً لأهمية هذا الكتاب في الكشف عن مسائل أساسية في عقيدة التوحيد الإسلامية، اعتنى بتحقيقه وضبطه وشرحه الدكتور صلاح الدين الهواري، وزود الكتاب بمجموعة من الفهارس الفنية التي تساعد القارئ. إقرأ المزيد