تاريخ النشر: 13/07/2012
الناشر: الفرات للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:يضم سبعة عشر مقالاً تغطي جوانب مختلفة من تفكير سعادة ونهضته، ستة عشر منها نشرت في مناسبات متفرقة ولكن يجمعها أنها حصيلة محاولة إستشراف سعاده المستقبلي الذي كان إيمانه الحقيقي منصباً على الأجيال التي لم تولد بعد.
وأما المقال السابع عشر فهو مأخوذ من كتاب المؤلف "أنطون سعادة من التأسيس إلى ...الشهادة"، والذي يتناول "فكر سعاده الفلسفي"، وهو بالتحديد الجزء المتعلق بالمقارنة بين فكر سعادة الفلسي وفكر مؤسس علم الإجتماع الحديث إميل دركهايم، وسبب إختيار هذا المقطع بالذات يعود إلى عاملين اثنين: الأول الحملة التي شنت على سعاده في حينه ضمن الحملة على دركهايم لوجود شبه في الفكر الفلسفي لكلا الرجلين وخاصة تركيزهما على المجتمع وإعطاءه أولوية على الفرد.
أما الآن فقد أعيد الإعتبار في الغرب لمدرسة دركهايم، وبمقارنة فكر دركهايم القديم بفكر مدرسته الجديدة يبدو سعاده أقرب بل قريباً جداً في المدرسة المتجددة وفي نقاط كثيرة أفضل منها، كما يتضح بوضوح مدى الحملة المغرضة التي شنت على سعاده، بقيادة كمال جنبلاط، رغم أن فكر سعاده في الأساس يختلف عن فكر دركهايم.
الثاني إبراز ما لفكر سعاده الفلسفي من صلة بالفكر الفلسفي العالمي الحديث وملاءمته كقاعدة فكرية مطروحة للمشاركة في القضايا المثارة، إنه بحث مطوّل يشغل جزءاً من الفصل الرابع والثلاثين وتورد فيه مقارنات مع الماركسية والهيغلية حول المرتقى الأخير لتاريخ العالم، وقد اخترنا ما ورد حول هذا المقارنات والمناقشات الفكرية في القسم المتعلقة بدركهايم كونها نموذجية وراهنة.
لكن الغاية من ذلك كله ليس تبرئة صفحة أو إعلاء شأن، بل القصد تناول المعضلات التي تواجه الإنسانية في مرحلتيها الحاضرة والقادمة والقيم "السعادية" التي تشكل علاجاً لها من خلال محاور ثلاثة، الأول تنامي فكر الإنعزال الحضاري على الصعيد العالمي، الثاني نظريات المواجهة الإيجابية للرفض الثقافي للآخر والتي تتمثل في فلسفة التأويل، الثالث إرث سعاده الفكر ومأسسته ووضعه في متناول المفكرين والباحثين لتسهم أفكاره في النقاش الكبير الدائر حول مصير الحضارة ومستقبل الإنسان؟... إقرأ المزيد