تاريخ النشر: 04/06/2012
الناشر: الفرات للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:الكتاب مجموعة مقالات والذي يعود تاريخ صدوره في طبعته الأولى إلى العام 1986، إلا أن تاريخ كتابة هذه المقالات يعود إلى زمنين أحدهما، بدأ مع العام 1976 وانتهى في العام 1984 والثاني من 1992 إلى العام 2008 من طبعة الكتاب الجديدة.
ومهما يمكن من أمر، فإن ما كتبه إبراهيم سلامة ...في مقالاته هذه، وما أراد التعبير عنه والمجاهرة به يمكن أن يأخذ عنواناً شمولياً وهو "هواجس مواطن لبناني" وتحديداً لبناني لأن معظم ما ساقه الكاتب جاء إنطلاقاً من وحي الحرب اللبنانية ومفرزاتها ثم الأحداث العربية عبر تلك الفترات المتلاحقة إلا أن المواطن العربي سيجد نفسه حتماً في الكثير من تلك الهواجس.
وقد رتب الكاتب مجموعة هذه المقالات ضمن فصلين، جاء الفصل الأول تحت عنوان: مقالات في الغربة 1976- 1984، ثم الفصل الثاني وعنوانه: بومدلج والتنوكي نص وطن - نصف عودة! 1992- 2008.
يعبر الكاتب من خلال الكلمة الساخرة عن فكرة... عن حدث أو عن موقف في مجرى الأحداث على الساحة العربية وربما العالمية التي شكلت الخلفيات السياسية أطرها ومضامينها الأساسية وهو في إسترسالاته النقدية الساخرة يعبر عن نفسه ليكون كما وصف نفسه كاتباً نرجسياً "وكل كاتب نرجسي (بإختلاف الأساليب) يتعرى من على شرفة الحرف المطبوع أمام جمهور الحارة - القرّاء هو عار، وهم مرجحون الأقنعة والألبسة.
لذلك، فمصارحة القارئ ليست بدعة في المهنة، بل هي أحد مشاهد العرض المستمر! تكلم الكاتب عن غربته كما تكلم عن غربة العالم عن نفسه... تكلم عن العربي وهمومه وعن الساسة وعن الشعراء وعن... أعطى صورة عن المجتمع العربي إلى حدّ ما... وعن العرب، ويهزك طرباً أو ألماً (فالطير يضحك مذبوحاً من الألم) في مثالته "متى يعلنون وفاة العرب" والتي تقرأ بعض من سطورها "أمس الاول - وأنا في طريق عودتي من لندن الضبابية إلى قبرص المشرقة بالشمس... أدرت إبرة المذياع على إذاعة BBC... أخذ سمعي صدفة برنامج "الرأي الآخر"، وكان يدور حول قصيدة نزار قباني الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب" والحوار بين الشاعر المصري أمل ونقل والأديب الناقد غالي شكري، الأستاذ ونقل زعلان وغضبان لأن الشاعر اللبناني الكبير (هكذا يقدم نزار قباني نفسه) لم يرَ في تاريخ العرب الحديث سوى "السلبيات" - فيما رأى الأستاذ شكري وقرأ القصيدة من زاوية ثانية مختلفة كلياً.
في هذه المناسبة أود أن أوجه كلمة شكر للشاعر الكبير نزار الذي أرّخ مرحلة كاملة من تاريخنا - بدأت في مطلع الخمسينات حتى قبل ساعتين من إقلاع أية طائرة من أي مطار في العالم، ثم أريد في هذه المناسبة أن أُذكّر الأستاذ قباني بأن "العرب" ماتوا ودفنوا يوم حطت طائرة رئيس مصر أنور السادات في مطار القدس عشية السادس من كانون 1979، يومها - قتلونا وخافونا...
وهكذا كان الكاتب، كما غيره من الذين سكنت وجدناهم القضية الفلسطينية... ويعيش حالة حلم، ثم فجأة تبخر الحلم... فصارت الحياة نصفها يقظة حالمة، ونصفها حلم يبحث عن يقظته... وهو بين هذا وذاك الكاتب الساخر.. "وكيف تكون الكلمة جادة وقورة في عصر يمشي كله على رأسه". إقرأ المزيد