تاريخ النشر: 01/12/2011
الناشر: دار الحوار للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:"وحين همت روحها بالاسترسال في الغضب، توقفت، لأن يدها امتدت لترفع خصلة عن شعرها من عينها، فحانت منها التفاتة إلى السماء، شهقت دهشة من كهرباء الفضاء الأزرق وترفّعه ونقائه، كانت مبهورة بمنظر السماء الشافعة المطلقة والخالدة، ترفعت عن الغضب والكره، وشعرت كيف تسحر روحها وتعلو، روحها الأشبه بوشح من ...الحرير الأبيض، يطير عالياً ويتلون تدريجياً بالزرقة، حتى يصل إلى القمة اللامتناهية ويتماهى معها... وتساءلت لم لا ينظر الناس إلى فوق كل يوم؟ لماذا تظل رؤوسهم إلى الأرض؟!!"
هكذا تأتي براعة هيفاء بيطار في طروحاتها لمعانِ جفت ينابيع الإنسانية منه، فغدت حقول أرواحهم عقيمة عن إنبات بذور الحب والعطاء والتسامي... أبعاد فلسفية تدور في ثنايا الأحداث المتطاحنة التي تجريها هيفاء بيطار على شخصيتها الأثرية. "نبوغ" تذكي مشاعرها تلك الملمات، زوجها المعتقل في غياهب السجون وعالم حولها مغرق بالأنانية ومثالياتها اللامتناهية، وصعوبات الحياة التي هزّت في بعض الأوقات تلك المثاليات المتجسدة في حبها لزوجها والذي سجنت ضمن جدران سجنه، روحها لا ترض في أفق حياتها بديلاً عنه، ومن عمق الحياة يأتي الإخلاص ونقيضه الاستسلام وضده.
لهذا تبدع الروائية شخصية أحلام، التي أنبتت في قلب الأحداث لتكون جسرها الذي تمر عبره الفكرة ونقيضها، صديقتان هي ونبوغ يلف التفاهم والانسجام الروحي صداقتها دون أن يعني ذلك ذوبان أفكار كلتيهما. وتتصارع الأفكار، وتتصادم الأمزجة والأهواء، لتصل هيفاء بيطار بأسلوبها الرائع المتزن، إلى اكتشافها قدرة الذات في اكتشاف حقيقتها حتى تخوم الرحمة والمصالحة والنسيان لإدراك معنى الحرية وثمن الكرامة، وليدرك من يجهل أنه من الأيقونات من هي بلا وجوه.نبذة الناشر:ما الحب إذا؟
إنه ذلك البخار الزكي الرائحة الذي يفوح من فضاءات حريتها الداخلية. ولطالما أحست أن عالمها الداخلي أكبر وأكثر غنى من العالم الخارجي. انها تبكي باستسلام معترفة بأنها قادرة على أن تحب العديد من الرجال، أن تعشق كل واحد منهم بالطزاجة نفسها والحماسة ذاتها كما تعشق الآخرين. إنها مثل الأم القادرة على حب أولادها بالتساوي، شاعرة أنها تعطي حبها كله لكل ولد منهم، كأنها تتكاثر الى عدد من الأمهات يساوي عدد الأولاد.
لقد حاولت صادقة أن تتشبه بالآخرين، أن تتقمص صفات صديقاتها العاشقات، أن تصبح مثلهن، لا ترى من الدنيا سوى الرجل الذي ترضى أن تعيش العمر كله تحت خيمته. كانت ترغم نفسها على أن تحب رجلاً واحداً، فتغتبط به، وتدلله، وتدهشه بطاقتها الرائعة على العطاء، وبخلق الفرح في كل ساعة. لقد أدهشت كل الرجال الذين أحبوها بطاقتها الرائعة على العطاء، كرمها، هداياها المباغتة التي لها نكهة خاصة لا تنسى، لكن كان يحصل معها دائماً، أنها في صميم ذلك السلام الزائف للحب، يأتي رجل جديد يقوض سلامها الداخلي، جاعلاً البنيان المتماسك الذي تعتقد أنه بنيان الحب يتناثر أشلاء. فتجد أنها منساقة للهوى الجديد بموكب من مشاعر الإثم. وكانت تغضب من نفسها، وتحقرها وتنعتها بأبشع النعوت، وبعد عاصفة التقريع هذه، كان الهوى الجديد يتسلل الى روحها ويذوب في دمها، مشعاً في ملامح وجهها، فلا تستطيع إلا احتضان ذلك الحب غير الشرعي الأشبه بطفل غير شرعي، لكنه طفلها على أية حال. ولعلها لخصت ذات يوم كل ما تحسه لخصته ذات يوم في عبارة عابرة كتبتها وهي شاردة على هامش في دفترها: ما الإخلاص لي سوى ضرب من الجنون. إقرأ المزيد