تاريخ النشر: 31/12/2010
الناشر: المركز الثقافي العربي
نبذة نيل وفرات:البنفسج أن يظلّ - إذا أطل على بياض الفلّ - زهراً "محتشم ورزين"، جنّ البنفسج، راح يشرب حُزْنَهُ ويلمّ بهجته من الألحان، في البستان يرقص وحده... يبكي ويغسل لونه بالدمع، يكشف للندى أوراقه، ويدوزن الباقات أسئلة... يُجمَعها... ويغضبُ، ثم ينثرها، ويَعْجب من دهماء السائلين: إنْ هم على صدر الفواني ...علّقوه، مغلقوه.. وراوادوه... تقاسموا شفتيه حين تقاسموه وقبلوه مرددين: "ليه يا ينفسج بِتِبْهِجْ وأنت زهر حزين"...
لن تصيبك دهشة حين تجد نفسك محلقاً في فضاءات طفولية بريئة تحملك إليها أجنحة هذه القصائد لتطير في سمائها محلقاً تحيط بك غلالات شفافة من المعاني تزرع في وجدانك وتشيع في نفسك حالة من الإنتشاء والإنعتاق والذوبان في بحور شعر: ذا موسيقى عذبة تدعوك لتبقى غارقاً فيها، هي تلك "بالدمع - إذ غنى فعاوده الحنين - شرق البنفسج نوق صدور العازفين... وتكسرت أعطاف مرمز سكرٍ مرّ الغرام به مرور العابثين.... دمعٌ على شفة البنفسج راقصٌ، رقصٌ على عود البنفسج يحتفي بالراقصين؛ فيختفي لون البنفسج من شفاه العاشقين... يبكي البنفسج فوق عرش جماله: "ليه يا بنفسج بِتِبْهِجْ وأنت زهر حزين؟"...
ملّ البنفسج أن يملّ إذا بكى، والكفّ بعبث فوق دفوف الساهرين... ملّ البنفسج أن يلام إذا اشتكى، ودموعه كأسٌ بكفّ الشاربين... ملّ العيونَ وبهجة الحزن الذي... يروي فضول العابرين... يدري البنفسج أن ستتبعه العيون إذا تجرد من عبادته؛ تكشّف، أو تخفف، أو تلحف بالندى، أو خَفّ من طربٍ، فغازل معبداً، غنى على جسم الجمال، وأنشدا، وروى بفتنته عيون الناظرين... ملّ...
قصائد أشجان هندي... هي أشجان؛ ربما... أو هي زفرات حزن ربما أو آهات شوق وإغتراب وعذابات، ووطنيان ووجدانيات وأنواح وإنتشاءات وطفوليات... هي ربما هذه كلها... يحدث نجمها: ريق تلك الغيمات... وذاك المطر الذي بنكهة الليمون وهذا الحلم الذي برائحة المطر...
إحتفالية شعرية رائعة وإنسيابات تعبيرية زائقة وموسيقى تتماهى معها وإيقاع بعيد إلى ذهنك ذاك للإيقاع الذي يذكرك بأروع القصائد إيقاع وجرس موسيقى كاد الشعر الحديث هذا أن يفتقده. إقرأ المزيد