تاريخ النشر: 31/12/2010
الناشر: دار النهار للنشر
نبذة نيل وفرات:يواجه "اليمن" سيلاً من التحديات المغلقة التي تهدد إستقراره وإستقرار جيرانه، كما تشكل تهديداً حقيقياً لأمن بلدان أخرى بعيدة كالولايات المتحدة.
هذا وأن ما يزيد الظروف الإقتصادية الخطيرة تعقيداً، إلى جانب الفقر والبطالة والتضخم وإستنفاد الموارد الطبيعية، أو إلى البلاد على القات ىوهو مادة منشطة يتم إنتاجها وإستهلاكها على نطاق ...واسع، فضلاً عن التهديدات الأمنية الخطيرة الناجمة عن عمليات التهريب والصراعات الدينية والقبلية والإرهاب والحرب، حيث يشتمل اليمن عليها جميعاً.
فجمهورية "اليمن" تحتل موقعاً إستراتيجياً بين المملكة العربية السعودية والصومال، كما أنها تشكل جزءاً من منطقتين متمايزتين لكنهما مترابطتان، وهما: شبه الجزيرة العربية ومنطقة القرن الأفريقي، وعلى الرغم من إستبعادها عن عضوية مجلس التعاون الخليجي الفني، فإنها أكثر قدرة من نواحٍ كثيرة على الصمود أمام التحديات العديدة من جيرانها في شرق أفريقيا، فأكثر من 3 ملايين برميل من النفط يمر كل يوم إلى الساحل اليمني عبر مياه خطرة، حيث يشنّ الإسلاميون والصوماليين القراصنة العديد من الهجمات البحرية الناجمة، ما يعطّل التجارة الدولية ويحدّ من تدفق النفط والغازي الحيويين.
من ناحية أخرى، وفي داخل اليمن، يهدد الإسلاميون الأمن الداخلي في شكل تنظيم القاعدة الذي استعاد نشاطه، وكذلك يفعل كلّ من الحركة الإنفصالية المتزايدة النشاط في الجنوب، والتمرد المسلح في الشمال، وقد نجا اليمن في الماضي في الأزمان التي حلّت به حيث أن ما نجم عن تلك المواقع كان مجرد غالباً ما كان على صعيد حدث فردي.
من هنا، فإن المشاكل التي يعاني منها "اليمن" الآن لم يسبق لها قبيل إن كان من حيث مدى إتساعها وإن من حيث نطاقها، وإن الغياب التاريخي للسيطرة المركزية يجعل بناء حكومة وطنية فعّالة أمراً أكثر صعوبة، ولن تقف الأمور عند هذا الحدّ، فبقدر ما تبدو هذه التحديات الأمنية قاسية، بقدر ما تشكل الأزمة الإقتصادية التي تلوح في الأفق، بعداً كارثياً آخر، إذ هي تشكل لبّ المشاكل في "اليمن".
فــ"اليمن" هو البلد الأكثر فقراً في العالم العربي، حيث سينضب إحتياطه النفطي عاجلاً، وليس لديه سوى القليل من الخيارات الممكنة لإقتصاد مستدام في حقبة ما بعد النفط، علاوة على ذلك، فاليمن يستهلك موارد مياهه المحدودة بشكل أسرع بكثير مما بإمكانه تعويضها، كما أن مجموع السكان الذي يزداد تعدادهم بسرعة، يشكل ضغطاً على الحكومة لا يطاق، فهي نادراً ما تستطيع توفير الخدمات الأساسية لهم.
وقد دفع الإقتصاد المتمغير والقوى العاملة غير المؤهلة معدلات البطالة إلى بلوغ نسبة 35% وحتى بالنسبة إلى أولئك الذين يجدون فعلاً، فإن الفقر لا يزال مدفعاً، ويبلغ الدخل السنوي للفرد في البلاد أقل من 900 دولار أميركي، فيما يكسب ما يقرب من نصف السكان أقلّ من دولارين في اليوم.
أضف إلى هذه الأزمات، التحديات الديموغرافية الهائلة ثم تفاقم وعورة التضاريس والتشتت الجغرافي للسكان؛ بإختصار، فإن اليمن يجسد زوبعة كاملة من التحديات المحلية والدولية، وعلى الرغم من أن هذه التحديات جميعها مترابطة، إلا ان أي تحليل مفيد والذي يجب أن يشكل نقطة الإنطلاق لمعالجتها، لا بد أن يكون بإستطاعته كسب هذه التحديات وتحويلها إلى قطع يمكن التحكم بها.
وهذا ما يسعى إليه هذا الكتاب الذي يعرض تحليلاً جديداً رائداً لأكثر شواغل اليمن إلحاحاً، وهو موجه لصانعي السياسات الغربية، كما في الوقت ذاته، إلى القراء عامة ليكون بالإستطاعة إستقراء وضع اليمن وما سيؤول إليه في حال إستمرار أوضاعه في التدهور؛ ضم الكتاب مجموعة قراءات تحليلية للأوضاع في اليمن قبل مجموعة من الدارسين.
قدم "كريستوفر بوتشيك"، والذي حذّر في أيلول 2009 في حال إستمرار دوامة العنف واللاإستقرار في اليمن، إلى حتمية الإنزلاق إلى هاوية خطيرة، قدم "كويستوفر" نظرة شاملة وواسعة أحاطت بالأوضاع المتدهورة في اليمن، محللاً بصورة تفصيلية جولات القتال الستة في محافظة صورة.
في حين كشفت "سارة فيليبس" من الديناميكيات القبلية وحدود التدخل الأجنبي في مشاكل البلاد، أما "ستيفن داي" فقد قام بتقييم الحركة الإنفصالية الجنوبية، مبيناً الدعم الذي يحظى به تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وقدم "أليستير هاريس" تحليلاً ثاقباً حول قدرة النظام اليمني على معالجة التظلمات التي يتحدث عنها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ومدى الإستفادة منها.
وأخيراً عرض كلٍّ من "بوتشيك" والمؤلفة المشاركة مارينا أو تاوي الخيارات المتاحة للمجتمع الدولي لتقديم المساعدة للوصول إلى تحقيق الإستقرار في هذه البلاد.نبذة الناشر:الكتاب يجمع تحليلات للمشاكل الحرجة التي تدفع باليمن إلى التحوّل إلى دولة فاشلة. ويعرض الكتاب تقديرات خبراء بارزين في مجال التحديات الأمنية الرئيسة التي تواجه اليمن، كما يوسع نطاق المناقشة حول الأدوات المتاحة للمجتمع الدولي لانتشال البلاد من حافة الهاوية.
وتدرس فصول الكتاب بشكل مفصل انبعاث تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والعلاقة المعقدة بين القاعدة والقبائل، والحركة الجنوبية الانفصالية، والحرب الأهلية في محافظة صعدة إقرأ المزيد