تاريخ النشر: 06/04/2011
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:بالرغم من أن الطريق إلى البحر الميت كانت طويلة متعبة، إلا أنني نسيت الحافلة وقرفها كما نسيت الشارع ووعورته، حتى إنني نسيت نفسي والدنيا عندما بدأت تباشير البحر الميت تظهر.
كان منظراً من أروع المناظر التي شاهدتها في حياتي، منظراً وجدته كافياً أن يبرهن على وجود الخالق العظيم، لم تكن ...هنالك شجرة واحدة، أو بنبتة واحدة؛ بل لم يكن هنالك غير أميال وأميال من الرحال والصخور وسلاسل تلال تمتد إلى ما لا نهاية عن اليمين وعن اليسار، وبعيداً كان هنالك شريط أسود يتوسط ذلك المنظر، ولم يكن ذلك الشريط إلا البحر الميت الذي بدا وكأنه طفل مقدس في مهده محاط بكل تلك التلال التي بدت وكأنها تحرسه بأعينها ورؤوسها الشامخة.
كان بالفعل منظراً من أروع المناظر التي شاهدتها، وكنت أراقبه بتلهف وإشتياق، كنت أنظر إلى البحر وما وراء البحر... إلى فلسطين، أحاول أن أتخيل ما وراءه، أتخيل الأطفال يلعبون وأتخيل الشوارع والبيوت وشجر الزيتون التي كنت أراها في الصور، أحاول أن أجمع كل ذلك لخلق صورة حية في مختيلتي، وغصت في تلك التأملات لبرهة ثم التفت إلى أماني لأشاركها أفكاري، إلا أنني صمتُّ وبقيت أترقب نظراتها إلى البحر الميت... إلى فلسطين.
كانت نظراتها نافذة ومحيرة، فأما أن فلسطين كانت تسحبها إليها من خلال نظراتها، أو أن نظراتها كانت تسحب فلسطين إلى داخلها وتنشر بها بقلبها، ظللت اتفحص نظراتها التي كانت تحمل الحب والحنان والإشتياق والغيظ والحنق والإصرار معاً...
ومن خلال هذا كله استطعت أن أرى عينيها تترقرقان بالدمع، إلا أنهما لم تذرفا دمعة واحدة وكأن هنالك حاجزاً خفياً بحبسها بعينيها... وكم بدت فلسطين عندما تنعكس على سطح دمها، كم تبدو فلسطين جميلة عندما تصبح جزءاً ملتصقاً بأبنائه، فكانت أماني وكأنها تحمل فلسطين بعينيها.
في هذه المجموعة القصصية يحاول الكاتب تصوير الحياة بكل أبعادها من خلال حكايات منوعة تسري في أحداثها وسردياتها معانٍ وتأملات تميل إلى الواقعية أكثر من جنوحها إلى الخيال، مستحضراً في معظمها القصة الحاضرة أبدأ في القلب والعين والوجدان... قصة القصص... حكاية فلسطين. إقرأ المزيد