سيميائية التواصل والتفاهم في التراث العربي القديم
(0)    
المرتبة: 117,140
تاريخ النشر: 01/01/2011
الناشر: دار جرير للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:عَمَلِيَّةُ التَّواصُلِ، والتَّفاهُمِ ليْسَتْ مَحْصُورةً في الإِنْسانِ، أَوْ مَقْصُوْرَةً عَلَيْهِ بَلْ تُطالِعُنا في عَالَم الحَيَوانِ، والطَّيْرِ، وكُلِّ ما يُمْكِنُ أَنْ يَدُوْرَ في فَلَكِهِما، ولا شَكَّ في أَنَّ الإِنْسانَ في ذَرْوَةِ الَسَّنام في هذِهِ المَسْأَلَةِ، فهُوَ يَحْتاجُ إِلى وَسائِلَ يُعَبِّرُ بِها عَنْ آرائِهِ، وأَفْكارِهِ، ورَغَباتِهِ بتَواصُلِهِ مَعَ مَنْ يُرِيْدُ، فَهُوَ يَتَّكِئُ ...في هذا التَّواصُلِ، والتَّخاطُبِ على اللُّغةِ المَنْطُوَقَةِ الّتِي هي عِبارَةٌ عَنْ أَصْواتٍ تُشَكِّلُ كَلِماتٍ مُنْسَجِمَةً صَوْتِياً ذات دَلالاتٍ يَتَبَيُّنُها مَنْ يُكَوِّنُوْنَ أُمَّتهُ، ومُجْتَمَعَهُ، على أَنَّ لكُلِّ أُمَّةٍ لُغَتَها الخاصَّةَ، وهذِهِ الكَلِماتُ يَتَوَلَّى النَّاطِقُ، أَوِ المُتكَلِّمُ تَشْكِيْلَ جُمَلِ مِنها، وهذِهِ الجُمَلُ تُسْهِمُ في تَشْكِيْلِ فَقَراتٍ، وهذِهِ الفَقَراتُ تُشَكِّلُ نَصّاً أَيَّاً كانَ مَفُتُوْحاً، أَوْ مُغْلَقاً.
وهذِهِ اللُّغَةُ المَنْطُوْقَةُ لا تُعَدُّ الوَسِيْلَةَ الرَّئِيْسَةَ في تَواصُلِهِ، وتَفاهُمِهِ مَعَ الآخَرِيْنَ؛ لأَنَّهُ بِحاجَةٍ إِلى وَسِيْلَةٍ أُخْرَى يُعَبِّرُ بِها عَنْ عَواطِفِهِ، ومَشاعِرِهِ التَّي لا يَرْغَبُ في البَوْحِ بِها، أَوِ الكَشْفِ عَنْها أَيَّاً كانَ السَّبَبُ، كالحُبِّ، والبُغْضِ، والحُزْنِ، والسُّرُوْرِ، والتَّزَلُّفِ، والإِغْراءِ، والخِداعِ، والرِّضا، والقَبُوْل، والحَسَدِ، والتَّحِيَّة، والمُعاداةِ، والنُّصْحِ، والتَّأْنيْبِ، والمُوسِيْقا، والرَّقْصِ، والتَّمْثِيْلِ، والرَّسْمِ، وغَيْرِها مِمَّا لا يَرْغَبُ في كَشْفِه، أَيَّاً كانَ السَّبَبُ في السَّتْرِ، والإِخْفاءِ.
ولَعَلَّ لُغَةَ الإشاراتِ بأَنْواعِها المُخْتَلِفَةِ المُتَعدِّدَةِ تُعَدُّ الوَسِيْلَةَ الرَّئِيْسَةَ الهامَّة في التَّواصُلِ؛ لأَنَّها تُحَقِّقُ رَغَباتِ أُوْلئِكَ الَّذِيْنَ يَلْتَجِئُوْنَ إِلى ما مَرَّ، وهذِهِ اللُّغَةُ تُطالِعُنا في البَيْتِ، والشَّارعِ، والمَشْفى، والمَلاعبِ الرِّياضِيَّةِ، والمَساجِدِ، والكَنائِس، وأَيِّ مَكانٍ نَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ.
ولا يَخْفَى الْتِجاءُ النَّاسِ إِلَيْها كَثِيْراً، وقِيْلَ إِنَّ التَّواصُلَ بِها يَصِلُّ إِلى 70%، على أَنَّ التَّواصُلَ باللُّغَةِ المَنْطُوْقَةِ يَصِلُ إِلى 30%، وقِيْلَ إِنَّ الباحِثِيْنَ سَجَّلُوا حَوالَيْ مِلْيُوْن تَلْمِيْحٍ، أَوْ إِشارَةٍ غير شَفَوِيَّة، وإِنَّ أَكْثَرَ مِنْ 65% مِنَ التَّواصُلِ يَتِمُّ بوَسائِلَ غير شَفَوِيَّةٍ (بيز، لغة الجسد: 7 - 8)، على أَنَّ التَّواصُلَ شَفَوِيّاً يُلْجَأُ إِلِيْهِ لنَقْلِ المَعْلُوْماتِ، والأَخْبارِ، وأَنَّ التَّواصُلَ غَيْرَ الشَّفَوِيِّ يُلْجَأُ إِلَيْهِ في التَّفاوُضِ الَّذيْ يَكُوْنُ بَيْنَ الأَشْخاصِ. إقرأ المزيد