تاريخ النشر: 24/03/2011
الناشر: دار الجوادين
نبذة نيل وفرات:ليس من العجيب أن يقسم الله (جلّ شأنه) بالقلم وسطوره، ولعظمته أقسم به (عزّ وجلّ)، إذ القلم وسيلة العلم والمعرفة، وآلة التعليم والتعلّم، بل هو الأداة - غير الحفظ - التي عن طريق آثارها يقرأ الإنسان.
وليس غريباً أيضاً أن يعتبر الإسلام "مداد العلماء أفضل من دماء الشّهداء"، ليس تقليلاً ...من شأن الشهداء الذين هم عظماء وصدّيقون عند الله تعالى، ولا من دمائهم الزكيّة، وإنّما هو بيان لعظمة القلم ودوره في إضاءة الحياة بالعلم والمعرفة، وفي التعامل مع المجهولات وكشفها.
ومن أجل أن يكون للكلمة الطّيبة دورها في الواقع في الهداية إلى الدّين والفضيلة، ولكي يحفظ المسلمون وجودهم الإسلاميّ وثقافتهم الإسلاميّة، ويواجهوا أمواج تيّار الغزو الثقافيّ الأجنبيّ، من أجل ذلك لا غنى لهم عن وسيلة القلم من عدّة وسائل، الأمر الذي يتطلب صناعة من يحمل القلم، ألا وهو الكاتب.
وهذا الكتاب الذي بين أناملك - أيها القارئ - هو جهد متواضع في فنّ الكتابة وصناعتها، يهدف صنع الكاتب الأمين النّاجح، والصّديق الفالح الذي يقوم بواجبه تجاه دينه ومجتمعه وأمّته، وخطة الكتاب بُنيت على أنّ المرء لكي يصنع من نفسه كاتباً، يستلزم منه أن يكون مثّقفاً واعياً، حاذقاً عارفاً، مهّذباً خلوقاً، وأن يوفّر في نفسه العناصر التي تشكّل ثقافته، كاتباً، وهذا ما اهتمّ به الباب الأول، ثم بعد ذلك لا بدّ له أن يعرف علم وفنّ صناعة الكتاب وموادّها لكي يجيد الإنسان الفصيح، وهذا ما تناوله الباب الثاني؛ وبعدها يلزم له أن يدرس البلاغة أو يطّلع عليها، لما لها من دور أساسيّ في صناعة الكلام الفصيح الغنيّ، وهذا ما بُحث في البابّ الثالث.
وينصب موضوع الكتاب على المقال والكتاب - في الدرجة الأولى - ولذلك فقد خصّص الباب الرابع لكيفية كتابة المقال، والباب الخامس لكيفية تأليف الكتاب، بإعتبار أنّ المقال بأنواعه والكتاب من أهمّ وأبرز الموادّ الكتابّية الثقافية والإعلامية المؤثّرة، والتي أصبحت حاجة النّاس ماسّة إليها في كلّ يوم، كالحاجة إلى المأكل والمشرب.
هذا بالإضافة إلى ملحق يشتمل على توصيات وملاحظات ومقترحات فنّية يحتاجها الكاتب في ممارسة الكتابة، ونصوص إسلامية حول القلم والكتاب ومتعلقاتهما، مع العلم بأنّ الكتاب اعتمد على مجموعة مراجع بالإضافة إلى التجربة الشخصية للمؤلف في الكتابة. إقرأ المزيد