تاريخ النشر: 23/03/2011
الناشر: دار الغاوون
نبذة نيل وفرات:"سقطت من يده الكلمات... كان رعد يمسح نايه ويبكي، البئر التي سقطت فيها الكلمات عميقةٌ، النايات التي في يده عاطلة تروّض فيها شغفنا وعرفنا أن الهاوية قريبة منّا.
يمكن للنايات أن تقول شيئاً مشابهاً للشعر لكنها سقطت مع الكلمات، واحسرتاه يا صديقي لم يعد فينا سوى الخوف، دخان يتفطّر عن ...أفاعٍ تأكل قلوبنا، لم يعد سوى الصمت والتماع العيون، كان رعد يمسح نايه ليعرف لن حسراته... مرّ قبله أولياء كثيرون ونسوا كتبهم في جبّته واحسرتاه.
لم يعد الهواء قادراً عى نقل نحيب نايك... واحسرتاه... لم أعد قادراً على رؤيتك... الدخان بيننا يتناسل والأفاعي تربط عيوننا... كم قلت لك أريد أن أراك قبل أن أموت أو تموت، لكنك اليوم مضيت مسرعاً وسمّرَتني فوقها التخوت... الطيور التي ظهرت من جمرات يدَيك ورفعت بمناقيرها المشاعل... تساقطت في البرك وانطفأت مشاعلها...
الطيور التي خرجت منك أضاءت الهاوية لأيام ثم أصابها القناصون وقدموها أضاحي للأرض المحروثة... أيها الصقر الذي سقطت من على رأسه الشمس كم وددت أن تكمل نشيدك وتُسكت الطبول وتطلق نايك، لكنّ دربك كان موحشاً وخطاك خائفة.... على شاطئ المتوسط أمشي وأتمتم: ايه يا روح رعد، ما الذي يقلقك الآن حتى تضطربي، هكذا في الموج... أيّ ألم يعتريك حتى تزبدي؟...
بلّت شعري بروحك وصار أبيض، نورسان يخفقان على الساحل ويصيحان بي: أنتما مثلنا... أما روح الشعر فموجة هائمة، حين تعود إلهام إلى بيتها، ستجد الملائكة تقرأ قصائدك وأن تستمع إليها... والنوافذ مشرعة والستائر تتطاير... ولن تستطيع أيقاظك من أصغائك الطويل"...
"هي أحزان تمتد لتتجاوز السنة ولن يكون بالمقدر تحديدها إمتداد هذه الأحزان في عمر المواطن العراقي... آهات تطلقها قصائد الشاعر التي انتثرت كإنتشار الآلام في حياته، وفي حياة كل العراق... وهو يقول في قصيدة أخرى "فمضت حياتي بعدسة فوجدت فيها طرقاً مظلمة وبكاء كثيراً... فخصتها بوردة فوجدت فيها عطراً موحشاً يدور... فمضت حياتي بعيني وطني... فلم أجد حياتي"... إقرأ المزيد