تاريخ النشر: 01/01/1991
الناشر: دار النهار للنشر
نبذة نيل وفرات:إن النتائج السلبية التي يمكن أن تتركها الحرب على شخصية الأطفال قد لا تظهر مباشرة في سلوكهم، ولكنها سوف تنعكس على حياتهم المقبلة، وبالأخص عندما يصبحون مراهقين، لذا، تبدو الحاجة ماسة إلى الدراسات المقارنة والأبحاث الميدانية والمتابعة الزمنية لأحوال الأطفال فالطفل الذي يتعرض لسوء التغذية في السنوات الأولى من ...حياته، لن يتمتع بنمو جسدي وعصبي صحيح، وسوف يكون عرضة للأمراض أكثر من الأطفال الآخرين الذين توافرت لهم ظروف الغذاء والعناية.
وما يصح على الصعيد الجسدي، ينطبق أيضاً على الصعيد النفسي. فالطفل الذي ولد وترعرع في جوّ العنف والقتل والدمار من المحتمل أن تتشبع ذاكرته بالتجارب والصور السلبية، وإذا رجحت كفة التجارب السلبية على التجارب الإيجابية، فإن السلوك عند الطفل سيكون له النصيب الأوفر في حياته المقبلة.
وإن الهدف من هذا البحث هو إمكانية تحديد الأضرار النفسية التي لحقت بالطفل اللبناني من جراء الحرب ومعرفة ما إذا كانت هذه الأضرار طفيفة أو جسيمة، مؤقتة أو دائمة، وما إذا كانت تختلف من طفل إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى... هذا ويضم الكتاب فصولاً ستة: طرح الأول منها موضوع التراجح الاجتماعي عند الطفل في مجتمع الحرب، وذلك في محاولة لتحديد إلى أى حد سوف تعرقل أعمال العنف أنسنة الطفل وبناء هويته.
أما الفصل الثاني فطرح مسألة الحرب على بساط البحث، وحاول استعراض المنهجية العلمية المعتمدة في هذا البحث (المقابلة والطريقة العيادية). درس الفصل الثالث المصدر العائلي الاجتماعي للأطفال وعلاقته بعدد الأولاد في العائلة، بالوضع السكني، بالمستوى العلمي عند الأهل، وكذلك بردّات فعلهم إزاء أعمال القصف والعنف. وأتى الفصل الرابع كتكملة للفصل السابق وتناول اتجاهات الأهل ومواقفهم إزاء بعض المسائل الأساسية: التربية الدينية العودة غلى الدين)، تربية الأطفال (الشجاعة، الدفاع عن الذات والثأر)، المهن المفصلة، التحدث عن العداء والشعور بالغبن أو الاضطهاد، الخوف من الخطف والذبح والقصف والسيارات المفخخة، والخوف من الإشاعات...
وفي الفصل الخامس، تم دراسة تجربة الحرب عند الطفل حسب المناطق وكيف عاش الطفل هذه التجربة على المستوى الجسدي والنفسي: هل أدت به إلى القلق، والاكتئاب والاضطرابات السيكوسوماتية (النفسجسدية)؟ هل هناك فروقات بين الجنسين وحسب الأعمار؟ كيف يظهر سوء التكيف عند الأطفال وكيف ينفعلون أثناء القصف؟ هل طرأ تغيير على سلوكهم العام من جرّاء الحرب؟ وكيف يظهر القلق أو الاكتئاب وما هي عوارضه؟ ويأتي الفصل السادس ليكشف عن مواقف الطفل من الجيش وسواه مع التأكيد على استمرار المتون العدائية واليتم والحداد والثأر والانفصال والألم الجسدي والاضطهاد والهجرة (المتون الحربية والنفسية).نبذة الناشر:يعالج هذا الكتاب موضوعاً مهماً قلما تطرق إليه الباحثون في لبنان بصورة ميدانية معمقة. وهو يظهر مدى تأثير الحرب على الأطفال، وبالأخص الأطفال اللبنانيين الذين ولدوا وترعرعوا بين أعوام 1975-1990.
اعتمد الباحثان في هذه الدراسة الميدانية التي استغرقت 5 سنوات، الطريقة العيادية أو الاكلينيكية التي تساعد على فهم معاناة الأطفال لتجربة الحرب، بالإضافة إلى دراسة حاجاتهم النفسية وصراعاتهم الداخلية وردات فعلهم.
ولاحظا المشكلة الرئيسية التي برزت في حياة الطفل اللبنانية والتي تعبر السبب الرئيسي في حدوث القلق والاكتئاب والعدوانية، وهي سقوط الطمأنينة الوجودية داخل العائلة أولاً، وفي العالم الخارجي. ثانياُ: فيدا العالم الخارجي (المجتمع) للطفل عالماً مخيفاً لأنه يقوم على القصف والقتل والتدمير.
ويحذر الباحثان من الأخطار التي قد تنجم عن إهمال السلطات المختصة مسألة توفير مناخات من الطمأنينة للصغار تبعد عنهم العنف والفقر والقهر. إقرأ المزيد