تاريخ النشر: 01/01/1988
الناشر: عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:"الجامع الأزهر" هو الدعامة الأولى التي إستطاع الفاطميون من ألف سنة أن يحققوا بها أهدافهم الدينية والسياسية، وأن يهيمنوا بها على الشعوب الإسلامية، وهو لا يزال المحراب الرابع الذي يقدسه ويجليه المسلمون كافة، في مشارق الأرض ومغاربها.
هذا وتعتبر "الجامعة الأزهرية" من أقدم وأعرق الجامعات العلمية في العالم كله حتى ...اليوم، وهي تأتي في مقدمة تلك الجامعات التي سارت مع التاريخ أجيالاً طوال، فهي أطولها عمراً، وأجلها أثراً في تاريخ الفكر العربي والإسلامي، وإن ألف سنة أو تزيد، قضاها "الأزهر الجامعي"، وشاهد أحداثها الضخمة، واشترك في هذه الأحداث مؤثراً وموجهاً وبانياً، لتاريخ ممعن في الطول، لا يمكن إستيعاب حياة جامعة علمية لم تدون أحبارها فيه، إلا بمشقة وجهد وإرهاق شديد...
هذا ولم تعمر في الشرق جامعات علمية غير الأزهر في القاهرة، والزيتونة في تونس، إلا أن "الأزهر" ينفرد بضخامة ما أحدث من آثار في تاريخ العرب والمسلمين، من شتى النواحي الروحية والثقافية والفكرية والسياسية والقومية والإجتماعية، بل والإقتصادية كذلك، والأزهر إلى هذا هو مدى طول مصدر التاريخ حارس التراث العربي، ومجد والثقافة الإسلامية، والمشعل الذي يضيء ولا يخبو، والملاذ الذي تهوي إليه أفئدة المسلمين في كل مكان، والضوء ينير لهم الطريق، ويبصرهم سواء السبيل.
ومهما يكن من أمر، فإن "الأزهر"، ومع ما أنتابه في بعض الأحايين من الحيرة والتردد، يسير اليوم منطلقاً إلى غاياته وأهدافه ومثله، متطلقاً في نظرة الواثق إلى المستقبل بثبات وإنفتاح.
من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يلقي الضوء على هذا الصرح العصي الإسلامي الخالد في مسيرته عند ألف عام من خلال دراسة علمية موضوعية تبين مقومات هذا الصرح العلمي وخصائصه، وجاء ذلك ضمن أجزاء الكتاب الثلاثة؛ جاء الجزء الأول منه ضمن أبواب ثلاثة دارت حول "الأزهر" خلال التاريخ القديم والحديث ثم بترجمة لمشيخة "الأزهر" ولشيوخه، أما الجزء الثاني فقد ضم أولاً دراسة جاءت في "الأزهر" ورسالته، ثم حول آراء للأزهر في المشكلات الفكرية للأمة الإسلامية تبعها حديث عن الألوان الثقافية في حياة الأزهر العلمية وعن الشخصيات الأزهرية المعاصرة، ثم نبذات من تاريخ الأزهر من حيث كونه جامعاً وجامعة.
وكان لا بد ولإغناء هذه الدراسة من وقفة عند شخصيات إسلامية بارزة كان لها مواقف وذلك في للحركة الفكرية الأزهرية، وتبع ذلك وفي الجزء الثالث متممة لهذه الترجمات ليصار من ثم إلى تقديم صور من الأزهر القديم والحديث من حيث الإجازات العلمية والإصلاحات الجديدة والذكريات والوقائع المجيدة الذي حفل بها تاريخه ثم تم تقديم صورة عن النشاطات العلمية التي جرت بين جدران هذا الصرح العلمي الراسخ، ثم حديث حول "الأزهر" والحركة الفكرية المعاصرة وبعرثه ونهج الدراسة فيه ثم تنويه بقانون "الأزهر" في العام 1960 وبأسلوب التعليم فيه، وحديث عن جماعة كبار العلماء وعن الدراسات العليا في "الأزهر" وعن مكتبة ثم إضاءة على أئمة "الأزهر" في القديم والحديث. إقرأ المزيد