تاريخ النشر: 01/01/2007
الناشر: المكتب الوطني للبحث والتطوير
نبذة الناشر:تفتقر المكتبة العربية إلى مرجعٍ متخصصٍ عن تاريخ الروس يتعرف من خلاله القارئ على هذا الشعب وحضارته، ويفتح له مغاليق الموضوع، أما اللغات الأجنبية وعلى الأخص الإنجليزية فهناك العديد من المؤلفات والتصانيف التي تناولت تاريخ روسيا في عصورها المختلفة، ومن بينها هذا الكتاب الذي ننقله اليوم إلى العربية، أملاً أن ...يجد فيه الباحث ضالته، وعوناً على إرتياد تاريخ شعب ارتبط في كثير من مراحل حياته بتاريخ المسلمين.
حيث يعد هذا الكتاب ثمرة دراسات عديدة أنكب فيها المؤلف على دراسة التاريخ الروسي منذ أزمان بعيدة، متتبعاً المراحل الأولى لتوحد هذا الخليط من الأعراق، وإنصهاره في وعاء واحد ليشكّل الشعب الروسي بكامل تكويناته الأثنية، ويمضى في تتبعه خطوة بخطوة، وعصراً بعصر، لملماً في كل مرحلة بأوجه التقدم والتطور الإجتماعي، والسياسي، والإقتصادي، والعلمي الذي حققه هذا الشعب، والمؤلف متألق كغيره من المؤرخين الروس الذين عكفوا على دراسة تاريخ الإنسانية في مراحل مختلفة من تاريخها.
ولقد خَصّ المؤلف بالبحث والدراسة فترة ما بعد سنة 1917، أي قيام الإتحاد السوفييتي، وتتبع الجهود التي بُذِلَت الإقامة صرح عتيد، وبناء شامخ أثبت قوته، ومنعته أمام الشدائد والمحن، وقد استفادت شعوب العالم من ظهور الإتحاد السوفييتي قوة عظمى، فعلى مدى أكثر من نصف قرن وجدت هذه الشعوب في الإتحاد السوفييتي خير نصير لقضاياها، ونالت حركة التحرر العربي دعماً قوياً مكّنها من أن تصمد وتتصدى ردحاً من الزمن، وأن يكون صوتها مسموعاً، ومؤثراً في الساحة الدولية حتى حدث ذلك الإختراق الإستراتيجي.
ومن ناحية أخرى، فهذه الفصول مفيدة لكل قارئ، ولكل باحث يريد تلمّس العوامل التي فكّكت هذا الصرح العظيم الذي كان - في يوم من الأيام - يشكّل إحدى القوتين العظمييْن، تلك العوامل والتي ظلت خفية واكبت البناء؛ فكان كلما تسامق البنيان في الشموخ، والإرتفاع كانت قواعده تتحلّل، وتهتري، حتى كان السقوط فجاءة، والإنهيار هائلاً، ومدوياً وما أعظمها من عبرة، ولو أن تأليف هذا الكتاب جاء بعد سقوط الإتحاد السوفييتي، وبهذا التحليل، والتشخيص لسهل علينا أن تقول أنه لم يأت بجديد وأنه ليس سوى نغمة في جوقة تملأ الأسماع هذه الأيام، وتردد - المرددين - ما حسبه هؤلاء العوامل، والأسباب التي أسقطت هذه القوة العظمى، لكن الكتاب خرج إلى النور، والإتحاد السوفييتي في أوج مجده، وصوته يشق الآفاق والأسماع، وراياته ترتفع في كل الأصقاع، غير أنه يجدر أن نقول أن آراء المؤلف ينبغي أن تؤخذ بشيء من الحذر، فهو واحد من العلماء الروس الذين التجأوا إلى الغرب ممن عرفوا بالمنشقّين، ومن ثَمَّ فإن بعض تحليلاته تعكس نفسية معارض متحامل ليست مجردة من أهواء النفس، ونزعاتها.
هذه قصة روسيا وشعبها الخلاّق المبدع الذي بنى دولة، وأقام إمبراطورية من العدم في بضعة قرون تستحق أن تكون نموذجاً ومثلاً يحتذى، آملاً أن يجد فيها القارئ المثقف المعرفة، والمعلومة والعبرة التي يتوق إليها وأن يجد الباحث المتخصص مادة ومرجعاً متخصصاً موثقاً في التاريخ الأوروبي الوسيط والحديث. إقرأ المزيد