تاريخ النشر: 07/07/2010
الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:هو الحسن بن هانئ المكنَى بأبي نواس، تلك الكنية التي تعددت فيها الآراء ومنها تيمنه بإسم ذي نواس أحد ملوك حمير اليمانيَة، وذلك عندما أطلقها عليه أستاذه خلف الأحمر الذي كان له ولاء في اليمن. ولد في الأهواز من بلاد فارس، ونشأ في البصرة بعد ما إنتقل إليها مع ...أمه وهو صغير لم يتجاوز عمره عدَة سنوات. أو كما ذكر حسب بعض الروايات فقد إنتقل مع أبويه معاً حيث توفى والده وهو بعد طفل لم يصلب عوده، مما إضطر أمَه إلى إدخاله في خدمة أحد العطَارين لمساعدتها على نحمَل عبء المعيشة. إلاً أن الفتى كبر وبدت ملامح ذكائه الفطري تتوقد، ومواهبه الجمَة تترسخ، شاء له القدر أن يكون محلَ إقامته في البصرة.
وفي البصرة مدينة العلم والأدب بدأ يتفتَح ذهن الشاعر الناشئ حيث خالط أهل اللَغة والرواية والشَعر، فأخذ عنهم وتأدب على أيديهم، وكان له الحظَ الوافر بالأخذ عن النابغين منهم كالأصمعي وأبي عبيدة والخليل بن أحمد وسيبويه والجاحظ وإبن المقفع، وكذلك بالإستماع إلى أصحاب علم الكلام، أمثال الحسن البصري وواصل بن عطاء حيث تعرَف على مذاهبهم وأفكارهم الجديدة لتتشكَل عنده شخصيته أو بنيته الثقافية في اخصب حقول المعرفة.
وكعادة أكثر الشعراء الذين زاع صيتهم وعرفوا بقوة لغتهم وفصاحة لسانهم، توجَه أبو نواس إلى البادية بعدما إتصل بالشاعر الكوفي والبة بن الحباب، فعاش مع الأعراب مدَة يتدرب على لسانهم ويتمرَس بأساليب بيانهم حتى إستقام له بنيان اللغة التي إستمسك بمفاتيحها وتحصن بمعارفها.
وعندما إستوثق الشاعر بنفسه وتمكن من شعره، راحت تداعب خياله الأحلام وتحفَز عزيمته الأمنيات، فتوجهت أنظاره إلى بغداد مركز العلم والأدب والحضارة والخلافة، ومن بعدها غلى مصر مادحاً الخصيب وإليها على الخراج من قبل هارون الرشيد.
كما كان أبو نواس شاعر الخمرة والغزل، وخبيراً بفنون الشعر العربي وأساليب نظمه، وكان نتاجه الأدبي صورة دقيقة الملامح عن روح العصر الذي عاش فيه. وإذا كان قد جدَد في الخمريات والطرديات والغزل فقد بقي محافظاً على التقليد إلى حد ما في أبواب الشعر الأخرى كالمدح والرثاء والهجاء وغيرها لأنه كان يرى أنها باب للمجاملة والمحاباة والتكسب وليس باباً للإبداع والخيال والتفرد الذي كان يؤثر أن يخصصه كحالة عشق لشعر الخمرة والغزل والطرديات التي أصبحت جزءاً مكوناً لطبيعته العبثية التي رسمت طريق حياته، فإتسم شعره فيها بالألفاظ الجزلة والصَور الخلاًقة والموسيقى الساحرة في كل كلمة ينظمها بكل ما أوتي من رقة إحساس ووهج خيال وعشق حيَ للحالة التي يعيشها.
ولأهمية ديوان أبو نواس، إعتنى "محمد بربر" بتحقيقه من خلال جمعه لمعظم القصائد الشعرية لأبو نواس وضمهم في جزئين. إقرأ المزيد