من نص الأسطورة إلى أسطورة النص
(0)    
المرتبة: 91,716
تاريخ النشر: 18/09/2017
الناشر: فضاءات للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:ما يميز علي جعفر العلاق، حين تقرأه أو تسمعه، أنك تشعر ومنذ الوهلة الأولى بتحقق الشرط الرئيس للعملية الإبداعية والنقدية، ألا وهو الاختلاف، فتصغي إلى سطوره غير قادر على الإفلات من سطوة المفاجأة التي تغمرك وكأنك في حضرة أميرة أسطورية تغدق عليك ضوء حضورها فتأسرك، لتتفتح لك مسالك لم تكن ...لتطأها لولا هذا الضوء البهي القادر على استنهاض عوالمك الضائعة بين فجّ الكلام وكثيره الذي تمتلئ به صفحات النقد السريع والاستهلاكي.
في كتابه الصادر حديثاً -والذي يخالف الكثير من كتب النقد التي تحاول ان تسند محدوديتها أو لغتها الخاملة بالرطانة أو التباهي بالمصطلحات دون طائل نقدي حقيقي- يفاجئك العلاق بلغته المدهشة التي تشدك اليها حتى تصبح اللغة وتجلياتها الإبداعية هدفا تتمنى ان لا تنتهي دروبه لتظل أسيراً له، بالرغم من ان المضامين ايضا لا تقل ادهاشا مما يدفعك للانغمار في قلب النص بشغف لا ينتهي.
فمنذ البداية تماماً، وقبل ان تطل على تجلياته النقدية تجد العـلاق يرصف لك الطريق ويعبدها بكل تواضع ورهافة.
ومنذ الخطوة الأولى يقول العلاق: "يبدو أحياناً، وكأن التحديق في الشرر لا يختلف كثيراً عـن التحديق في الظلمة؛ فالشرر، كالظلمة تماماً، لا يتيح المجال للنظر بعمقٍ وصفاءٍ كافيين. إنه باهر وملتهب ومربك. ونحن نتأمل مشهدنا النقدي الراهن، نرى ضجة تغطي سطح اللوحة كلها بالصخب حيناً وبالادعاءات الجميلة حيناً آخر. إنه مشهد يموج بالحركة والتنوع والوعود."
فالعلاق يتجاوز ما يسميه "اندفاعات نقدية ضاجة"، منقباً بريشة النقد الحانية لينير لنا تجليات الحالة الإبداعية، ويضيء روح النص وجوهره.
فالعملية النقدية هي اعادة خلق وابداع كما يراها العلاق، ومحاولة اكتشاف لمجاهيل النص، حيث يسبر غور النصّ ليفتش عما خلفه من معانٍ ودلالات مخبوءة، مستنهضاً لغته الخاصة التي تلمك في حدائق اشتعالاتها.
"إن الناقد الحق هو الذي يجتذبنا إلى ناره الخاصة، إلى لغته التي تبدو مفتونة بذاتها أحياناً. يغرينا بالعيش معه، أو مرافقته في التحامه بالنصّ والاستمتاع بالعملية النقدية على أكثر من مستوى. ولعل أهم هذه المستويات، مكابدته الجميلة للوصول إلى حقيقة النص، إن كان ثمة حقيقة أصلاً، كما أن لغته الريانة الثملة هي التي تجسد مغامرته مع النصّ من جانب، وتضمن لنا تلك اللذة اللغوية الكبرى من جانب آخر.
وأكثر ما يدفعك للوقوف بأجلال في حضرة هذا الشاعر والناقد، أنه ينفض عنه كل ما هو غير قابل للحياة والخلق والتفرد، ففي الوقت الذي يُجّل فيه التجارب النقدية الأوروبية ويحترمها، فإنه ينكر فيه التبعية والدونية المستحكمة بالكثيرين ممن يعيدون اجترار النقد الأوروبي بصنمية عاجزة عن الخلق.
"من نص الأسطورة إلى أسطورة النص" نص نقدي مبدع لا تستطيع عجالة كهـذه أن تختزله ، فلا نص سواه قادر على قوله.
وقد حمل الكتاب العناوين الرئيسة التالية: التحديق في الشرر، أنشودة المطر: من نص الأسطورة الى أسطورة النص، محمود درويش: بنية النصّ وفتنة المجاز، يوسف الصائغ: شعرية الخوف، سركون بولص: شعرية الطوفان. كما ضمّ الكتاب ملحقاً بالنصوص التي درسها العلاق .
ومن مؤلفات الشاعر والناقد علي جعفر العلاق النقدية :مملكة الغجر، دماء القصيدة الحديثة، في حداثة النص الشعري، الشعر والتلقي، الدلالة المرئية، قبيلة من الأنهار: الذات، الآخر، النص، هاهي الغابة لإين الأشجار. إقرأ المزيد