تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: دار غار حراء
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:بصراحة... لم تكن لديّ نية لتأليف هذا الكتاب!... قد يسأل سائل: لماذا؟!... وأقول: ربّما لضيق الوقت... وربما لأنّ مثل هذه الطريقة في طرق المواضيع المتنوعة التي تشرِّق وتغرِّب، وتذهب يمينَ شمال، ليست في الأصل جزءاً من عقليتي وطبعي.
لكنَّ جماعة قناة الرسالة الفضائية (جزاهم الله خيراً)، وعلى رأسهم الدكتور طارق ...سويدان، كان لهم وجهة نظرٍ مفيدة وحميدة، فلقد رأوا أن من حق مشاهدي القناة (وهم كثر جداً)، أن يخصَّص لهم في شهر رمضان المبارك برنامج منوعٌ غنيّ، فيه من نفحات الشهر الكريم الشيء الكثير، وفيه تذكيرٌ لطيفٌ بمعاني الصيام بشكلٍ خاص، ومعاني العبادات بشكل عام.
ووقع اختيارهم عليَّ للقيام بهذه المهمة، وكنت مسرورة بهذا الإختيار، فأنا أشاركهم في القناعة بأن رمضان ليس كغيره من الشهور، وأن عدم الإنتباه لما فيه من خيراتٍ وبركاتٍ ونفحات، يترك المسلم خاليَ الوفاض، ولو صلّى وصام وجاع وسهر وقام!...
لكني أشفقت على المشاهد من البرامج الجادّة، التي تعظه ثمّ تعظه ثمّ تعظه، رغم إيماني بأنني وأنه وأننا بحاجةٍ دائمة للموعظة والتذكير وإعادة الموعظة والتذكير، وقلت لنفسي: يجب أن أحاول فتح عيني الصائم على الأمور البدهية، التي يتحدث عنها ويؤمن بها، لكنه يسهو عنها! يجب أن أفاجئه ببعض الوقائع والحوادث التي يرتكبها هو أو أخوه أو جاره، ليضحك ثم يبكي ثم ينتبه ثم يستغفر الله تعالى ثم يعدّل السيرة والمسيرة.
ولذلك طرحتُ بعض المواضيع بطريقة طريفة، فتحدثتُ عن الذين يمضون السهرات الرمضانية في الشيش بيش والأركيلة وورق اللعب، وعن الزوج الذي يتسحّر ما لذَ وطاب من المأكولات، فإذا أذَن الفجر كان شخيره يملأ المكان، وعن التاجر الذي ينسى أرحامه وواجباته ونوافله (وربما بعض فرائضه) بدعوى أنه يعمل... والعمل عبادة!...
ومن هذه المواقف الطريفة اللطيفة دلفتُ إلى ما أريد قوله عن المعاني الرمضانية الكبيرة، وعن ثمراتها اليانعة المنيرة، وكان البرنامج بفضل الله تعالى مميّزاً ومحتوياً على ما ينفع المسلم في حياتيه: الدنيوية والأخروية.
وكما تحمّس المشاهدون لبرنامج (همسات) ورأوا أنه لا يجوز أن يذهب مع الريح، بل يجب أن يتحول إلى كتاب، يتيح للراغبين أن يحملوه إلى كل مكان، وأن يطلعوا عليه في كل حينٍ وآن، تحمّسوا لبرنامج (باقات رمضانية) بنفس الطريقة، وظلّوا ورائي إلى أن شمّرت عن سواعد الجدّ، وفرّغتُ من الوقت ما كفى لتقديم تلك الباقات في هذا الكتاب. إقرأ المزيد