بيروت أمين الباشا - مائيات ورسوم 1953 - 2009 (عربي - فرنسي - إنكليزي)
تاريخ النشر: 31/12/2009
الناشر: دار نلسن
نبذة نيل وفرات:بين بيروت الأمس وبيروت اليوم مشوار زمن. فبالأمس كانت تلك البيروت مدينة ناعسة تتكئ على شاطئ البحر الأزرق بتراخ وكسل. وكان عدد سكانها لا يتعدى ربع سكانها اليوم. كانت شوارعها نظيفة خالية من صخب الجماهير وضجيج السيارات إلا في ساحة البرج ورأس النبع. كانت معظم السيارات من نوع الفورد ...( أبو دعسة ) تستعمل سرفيس للمناطق التي لا يصلها الترام. وكان الترام الوسيلة الرئيسية للتنقل على ثلاثة خطوط، خط المنارة-فرن الشباك، خط النهر الدورة، وخط البسطة وباب إدريس، وكلها تلتقي في ساحة البرج، قلب المدينة حيث دور السنما والمقاهي والمطاعم البلدية، وسوقا بيروت المشهورات، سوق الخضار في الجهة الجنوبية خلف سينما ركس، والسوق العمومي في الجهة الشمالية خلف مركز الشرطة. أما حي الفنادق والملاهي الليلية فكان يمتد من عين المريسة سان جورج وأوتيل نورماندي. أما المقاهي البلدية فكان أجملها في رأس بيروت، تمتد من الحمام العسكري إلى الروشة والرملة البيضاء. ولم يبق منها الآن إلا قهوة الروضة الواقعة بمحاذاة الحمام العسكري. وتحولت المقاهي الأخرى إلى مطاعم حديثة وكان هناك عدد من المسابح كمسبح العجمي والسان جورج في عين المريسة والسان سيمون في الرملة البيضاء ومسبح الجامعة ، ومسبح قمر ناحية الروشة. ولم يبق منها إلا مسبح الجامعة والسبورتينغ ( قمر ) في رأس بيروت ومسبح السان جورج في عين المريسة. تلك هي بيروت القديمة التي تغيرت معالمها والتي لم تعها الذاكرة، أو إن غامت بعض سماتها وصورها في عالم النسيان، جسدها الفنان أمين الباشا من خلال مائياته ورسومه التي إستوعبت بيروت في فترة زمنية إمتدت من العام 1953 إلى العام 2009. رسوم وخطوط تحرك ذاكرة الجيل الماضي، وترسم في ذهن الجيل الحالي صورة عن بيروت الوادعة الآمنة. رسوم وخطوط وألوان تعبر عن أحاسيس فنان إستطاع التعبير من خلالها عن بيروت في جميع أمكنتها كما في تلك المراحل الزمنية من الخمسينات إلى التسعينات. إنها ريشة أمين الباشا وقلمه الذين وكأنهما أرّخا بيروت روحاً ومشاعر إذ أن الناظر إلى لوحة من إحدى تلك اللوحات لا يسعه إلا إختراق الزمن والتماهي مع تلك اللوحة حساً وشعوراً. وإلى ذلك فإن أعمال هذا الفنان مزيج من التجريدية والتصويرية والتلوينية والخيالية وأكثر من ذلك. فعمله مثل الفنان ذاته، يقاوم أي تصنيف أو وضعه في أي إطار معين. أعجب الباشا بثلاثة من كبار الفناني، سيزار، بيكاسو، ومانتيس. وغالباً ما قيل أن أعمال الباشا تشبه أعمال ماتيس. وكان يجيب: " أقيم في جنيف في سويسرا معرضاً للفن الإسلامي ". ومهما يكن من أزور فوق كل إعتبار يبقى الباشا فناناً من شرق المتوسط، ومن هنا تأتي روحه الجمالية، روح تمتاز بخفة الظل والفكاهة، والديناميكية، ممزوجة بتاريخ ثقافي قديم لحضارات متعددة متداخلة عبرت من قبل التاريخ حتى هذا الزمن. إقرأ المزيد