منهجية البحث الأدبي الجامعي
(0)    
المرتبة: 126,537
تاريخ النشر: 07/01/2010
الناشر: دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة المؤلف:البحث هو أساس الحياة المتطوّرة المتجدّدة التي تصنع الحضارة، هو ثمرة العلم، وغاية الأمم القويّة المتحضّرة التي ترى أنّ أسمى مهمّاتها البحث والكشف عن كلّ جديد في الحياة والكون والوجود... بكلمة، البحث هو شعار الحياة والنّهضة والإرتقاء... فإن شاركت فيه، كنت جديراً بالعيش المتنوّر الرّاقي... خليقاً بلذّة الإكتشاف، جديراً بنشوة ...الإبتكار وحلاوة الجهد والإبداع... وهل في المباحث؛ من معاهد ومدارس ومختبرات... مركز أهمّ من الجامعات؟!.
الجواب، بالطّبع كلاّ، فالجامعة هي بيئة البحوث؛ أو هكذا يفترض أن تكون هي مصنع الباحثين الأصلاء، ومنبت الموهوبين القادرين على تحمّل أعباء النّهوض والتجدّد والحركة العلميّة والفنيّة والأدبيّة... المستدامة بمختلف جوانبها وألوانها، فالحياة لا تعرف الإستقرار والرّكون والجمود أو أيّ من هذا القبيل.
وعلى البحث الأدبي يتوقّف النّهوض بالدّراسات الأدبيّة، والتّجديد فيها، والكشف عن أصولها وفروعها، وقديمها وجديدها؛ وعلى البحث الأدبي يتوقّف عرض النّصوص ونقدها وتحليلها، والكشف عن المخبوء فيها... وعلى البحث الأدبي، كذلك، يتوقّف تناول أصحاب النّصوص على جميع الصّعد؛ الثقافيّة والفكريّة والإجتماعيّة والسياسيّة والإنسانيّة...
من هنا، تتأتّى العناية بالمصادر والمراجع، فهي اليمّ الذي يغرف منه الباحث مادّة بحثه، وهي باسقات الرّوض وملتفّها التي يقطف منها ثمرة جهده، فيفيد منها العالم والمتعلّم على حدّ سواء، ولمّا كان ينبغي على الكاتب الباحث أن يكون عارفاً عن طريق الدّربة والمران بإعداد أبحاث مستفيضة قائمة على أسس منهجيّة، يطلق عليها اسم (تقرير)، أو (مقالة)، أو (ورقة بحث)، أو (رسالة)، أو (أطروحة)، أو ما إلى ذلك...
كانت مادّة "منهجيّة البحث" مقرّراً من مقرّرات كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة في الجامعة اللبنانيّة، وفي كلّ الحالات، يتحتّم على الباحث الإعتماد على مصادر أكاديميّة موثوق فيها؛ لذا عليه أن يتمتّع بقدر كبير من الدّراية بفنّ المكتبات، للحصول على قدر وافر من المعلومات في أقصر وقت ممكن.
ولمّا كانت قد كلّفت تدريس مادّة "منهجية البحث" في الجامعة اللبنانيّة قسم اللّغة العربيّة وآدابها، فقد كانت هذه المحاضرات التي لم أنظر فيها إلاّ إلى كونها محاولة لإرشاد الطالب الجامعي المتخصّص، وإثارته ليضع نهضة أدبه على أساس مكين من العلم والثّقافة والتّجديد، والكشف عن كلّ خاف مجهول، وإعداده ليكون باحثاً ينهض بعبء تطوّر أدبنا العربيّ، والإسهام في رقيّه والأخذ بيده إلى مصاف الآداب العالميّة.
محاضرات أردت لها أن تحثّ الباحث العربي على النّهوض والعمل والخلق والإبداع، وكسر قيود التيّارات المتنوّعة والنّزعات المتناقضة التي تلّف شملتها الأمّة العربيّة جمعاء، وإن كان ميدانها "البحث الأدبي"؛ ففي هذه المحاضرات، أحاول إلقاء الضّوء على جملة من المسائل المتعلّقة بأصول كتابة الأبحاث والرسّائل الأدبيّة التي ترمي إلى عرض مجموعة من الحقائق بطريقة موضوعيّة، وقد جعل بعضهم عدد كلمات البحث يتراوح ما بين ألفي كلمة (2000) وخمسة آلاف كلمة (5000)، وتشكّلت الكلمة عنده من خمسة أحرف (5)... على أنّه في كلّ الحالات يكون الباحث ملتزماً بالنّظم الدّراسيّة المعمول بها في معهده أو جامعته...
وما هذه المحاضرات سوى محاولة لإرشاد الطّالب الجامعي، وإعداده ليكون باحثاً. إقرأ المزيد