التوقيع والتطويع عندما يتحول الكلام نشيد كيان - الشعر العربي
(0)    
المرتبة: 190,998
تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: دار محمد علي للنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يبحث أ. د. "محمد الهادي الطرابلسي" في هذه الدراسة الأدبية الهامة التي جاءت تحت عنوان "التوقيع والتطويع – عندما يتحول الكلام نشيد كيان" في مفهوم الإيقاع الحي في الكلام كونه يحدث قيماً دلالية فهو "ظاهرة أدوات مقولبة مرددة يحكمها الترجيع والتوقيع: صوتية ولفظية. تركيبية وتعبيرية، تخييلية ومعنوية، أما حقيقته ...فغايات مقلبة مجددة يروضها التوظيف والتطويع، وهنا يسمو الخطاب بهذه الإضافات التي تثبت له معها قيم دلالية يُهتدى بها إلى وجوه كتابته وقراءته".
وفي هذا الكتاب ستة فصول قوامها النظر والتحليل لخصائص حيوية الإيقاع في الكلام، وبيان لمسالك التوقيع والتطويع التي تتجلى فيها الظاهرة الإيقاعية، مسالك تلتقي وتفترق، تنبسط وتشتبك، تختلف بحسب النصوص وسياقاتها وتأتلف، ولكنها تخضع في جميع أحوالها لقاعدة تؤكد أن الإيقاع وإن كان في ظاهرة يلتبس بفضول القول أو الترف، فإنه يحقق في الكلام من الطرافة والإضافة ما يؤهله لأسمى درجات التبليغ.
يشرح الفصل الأول من الكتاب مفهوم الإيقاع ووضعية مفهومه في اللغة العربية باعتباره من مسائل علم الشعر وعمله الجوهرية، أما الفصل الثاني فيبحث في إيقاعات الكلام وقيمها الدلالية في بحث المسعدي "الإيقاع في السجع العربي" ويلقي الأضواء فيه على ظاهرة التوقيع في بالأصوات وحقيقته التطويع بين الصوت والمعنى وذلك في دراسة بحث الإيقاع في السجع العربي للمسعدي. الذي "أعار الجمالية الصوتية قيمة كبيرة وعمق درسها ونظر إليها في علاقتها ببنية الكلام وبأحكام التركيب النحوي". أما الفصل الثالث فكان مدخلاً إلى تحليل المقامات اللزومية للسرقسطي فبيّن الكاتب هنا أن مقامات السرقسطي حكمها أساساً أسلوبا السجع واللزوم بحيث اطّرد في نصوصها وتنوعت مظاهرهما فيها. وجاء الفصل الرابع ليتحدث عن جوامع الأسلوب في أدب "طه حسين" وبين الكاتب أن أسلوب التكرار كان الجامع الكبير هنا ولكنه اكتسى في نصوص طه حسين معنى الترديد حيث نحا منحى التمجيد للصراع الذي كان بصدده وهنا فضل اللبنات "المرددة" على الأدوات "المفردة" في المبنى والمعنى... وبحث الفصل الخامس في البنية الإيقاعية في شعر "محمد حسن فقي" وفيه بيّن الباحث أن أساليب الإيقاع الفقهية تألفت من مصادر عديدة (أطر الخطاب) ذات المجال الخصيب، و(أوزان العروض) ذات التوظيف الجديد، و(ضروب التوشيح) التي نسج خيوطها، و(صور وحدات الكلمات) التي تفنن في إخراجها، إلى جانب (الموافقات) التي حرص على تحقيقها بين نزعتين تلازمتا في شعره: نزعة غنائية أصيلة وأخرى قصصية درامية وافدة.
أما الفصل السادس فجاء كتحليل لقصيدة المزغني "أغنية... لإخفاء الحبيب" وهنا كشف الباحث أن بنيتها صورة مرسومة من محتواها المفهوم الدائر حول فكرة وحدة الكيان وصوفية العشق. دراسة هامة تبيّن أن التوقيع يتحقق في الكلام بتفاعل إيقاع الصوت وانتظام الحركة، ويرقى الكلام إلى مستوى الصناعة الشعرية بفضل التطويع الذي يحصل عند الملاءمة بين مواد الكلام الموقعة وأنساق الحركة وصور المعاني. إقرأ المزيد