تاريخ النشر: 01/10/2009
الناشر: دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:حين عزم الأديب لقمان على الإنتحار – قبل أن يغدو ملكاً – لم يخبر أحداً بنيته. ألقى نظرة عابرة على أفراد أسرته وحياهم بحركة بطيئة من يده، وخرج دون أن يتفوه بكلمة.
ظنت إبنته أنه يحاول الخروج من العزلة التي فرضها على نفسه منذ أعوام، وظن إبنه أنه يزداد إمعاناً في ...عزلته، وما خروجه إلا للسير وحيداً بعيد الأصل كي يحرك ساقيه، وربما يستقبل غروب الشمس.
زوجته لم تفكر في شيء، فهي لم تكن يوماً قادره على أن تفهم ما يدور في خلده، وكلما ظنت شيئاً فعل نقيضه. يمم وجهه شطر الصحراء حيث عاش طفولته في مكان مشابه. أحس بها تشده إليها بقوة. كانت الشمس قد أخذت تجنح إلى الغروب، وخيوط أشعتها تتكسر على ظهره. أدرك أنها غابت حين توقفت أشعتها على سلق ظهره بحرارتها، وحين رأى بعد قليل العتمة تحل شيئاً فشيئاً.
ظل يسير طوال الليل مجتازاً بعض الحقول والبساتين والأراضي غير المزروعة.
بعيد الفجر، إستقبلته الصحراء فاتحة ذراعيها. توقف للحظات متنفساً بعمق، وتابع سيره المتهالك إلى أن أخذ الظلام يتبدد من حوله. جلس على كثيب من الرمل وفكر لبرهة في الطريقة التي سينتحر بها. سيحفر لنفسه قبراً ويستلقي فيه، ويطلق النار على رأسه من المسدس الصغير الذي يحمله. إقرأ المزيد