تاريخ النشر: 12/01/2009
الناشر: منشورات عالم الشباب
نبذة نيل وفرات:كان كتاب "العواصف" آخر كتاب كتبه جبران باللغة العربية. أما "البدائع والطرائف" التي نشرته "مكتبة العرب" في مصر سنة 1923م، فلم تكن غير مجموعة اختارها صاحب المطبعة من كتابات جبران، ولم يكن له رأي في اختيارها أو في تسميتها. وجلها مأخوذ من "دمعة وابتسامة" ومن "العواصف" وغيرها من مؤلفات ...جبران العربية والإنجليزية مع القليل من المقالات التي لم يسبق نشرها في كتاب. وأهمها "وعظتني نفسي" و"لكم لبنانكم ولي لبناني" و"مستقبل اللغة العربية" و"إرم ذات العماد".
ففي "وعظتني نفسي" يعود جبران عن ثورته الزرادشتية فلا يجد نفسه "أرفع من الصعاليك ولا أدنى من الجبابرة" بل يدرك أنه وجميع الناس من عنصر واحد، فذنوبهم ذنوبه، وصلاحهم صلاحه، وضعفهم ضعفه، وقوتهم قوته، وإنه إن حمل النور، ليس بالنور، وإن كان عوداً مشدود الأوتار، فما هو الذي يضرب على الأوتار بل غيره.
وفي "إرم ذات العماد" يحاول جبران أن يفرغ في قالب قصصي خلاصة ما توصل إليه حتى ذلك الحين من التأمل في الإنسان ومصدره وحياته ومآبه. وفي الزمان والمكان، وفي الروح والمادة، وفي الموت والحياة بعد الموت. فيخلص إلى نتيجة واحدة هي أن "كل ما في الوجود كائن في باطنك، وكل ما في باطنك موجود في الوجود، وليس هناك حد فاصل بين أقرب الأشياء وأقصاها، أو بين أعلاها وأخفضها، أو بين أصغرها وأعظمها". أما معرفة هذه الأمور كلها فلا تتأتى إلا عن طريق التشوق إليها، والتشوق ميسور للجميع، ففي مستطاع "كل إنسان أ، يتشوق ثم يتشوق ثم يتشوق حتى ينزع الشوق نقاب الظواهر عن بصره فيشاهد إذ ذاك ذاته ومن يرى ذاته يرى جوهر الحياة المجرد. فكل ذات هي جوهر الحياة المجرد". وذلك ما قاله سقراط: "اعرف نفسك". وما قاله المتصوفة المسلمون... وما ينتهي إليه في الغالب كل الذين يأبى عليهم خيالهم وفكرهم أن يقبلوا الأشياء على ظواهرها، كما تتناول الحواس وأن ينكروا القدرة التي تتبطن عنها الظواهر، والتي تبدل الظواهر ولا تبدلها الظواهر، وهي القوة الكلية الشاملة السرمدية. إقرأ المزيد