تاريخ النشر: 10/01/2009
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:تدور معظم أحداث هذه الرواية للراوئي البحريني، في مدينة المحرق، وما الأحداث التي تجري فيها ضمن مدينة باريس الفرنسية إلا جانباً لتعزيزها، ولإعطائها بعداً زمنياً يضفي عليها المزيد من الرونق والسحر.
شخصيات تعيش في أجواء مغلقة، على شاطئ البحر تتنشق أنفاسه ورائحة أسماكه، تضطر إلى كبت مشاعرها ورغباتها، لتفيض وتتتفجر ...بعد ذلك في وقت وزمن لا تختارهما وقد لا يتناسبان معها، وتتقاسمها مع شخصيات تترك للصدفة وحدها عملية اختيارها. كحركة ذرات المادة، تلتقي هذه الشخصيات، وتتشابك، تنّفس عن كبتها وشغفها، ليعود كل منها ويأخذ مساراه وطريقه المختلف.
في هذه المناخات المضغوطة بنفوس منكسرة ووجوه تكسوها تضاريس من الحيرة والانغلاق العفوي الخالي من أية مسحة"، وحيث "الهمسات تتفاقم لتصبح شائعات ثم تتحول على الألسنة المهووسة بالفضول إلى وقائع تلوكها الألسن، وتخرج القصص محبكة كالحقائق"، وحيث تضيع معالم الحقيقة بين الشائعة والواقعة، تربّى"مبارك" الولد اللقيط، "وسط هذه النفحة المخلوطة النكهات الشعبية التي ضاعت فيها العادات العمانية بالعجمية مع بقايا اللهجات الآسيوية". "نعوم" التي "تدلت من محيط غائر تسكنه أرواح تكن لها جبالا وسماوات ومحيطات من البهجة المغمورة بالطمأنينة"، هي التي قامت بتربيته داخل هذا الحي الملتبس والجو المشحون "والمناخ الذي ساده الشك".
تتعدد الشخصيات وتتقاطع عند نقطة التلاقي التي تشكّلها شخصية "نعوم"، من لطوف "التي خرجت من أسفل قاع الحي ومن ذروة فقره ومجونه"، إلى سلمان البحار الذي "ينحدر من عائلة بحرية أبا عن جد"، إلى "موزه" بائعة الهوى اليهودية الأصل، والتي نقلت معها بعض العادات والمظاهر وهي تتعمد أن تشيع في المكان الشعور بالفرح"، إلى "خليفة" الفتى الذي وقع في حب "نعوم"، إلى "نسمة"، وغيرها.
رواية كتبت بجمالية التعبير اللغوي، غنية بالأحداث والشخصيات التي تتخبط في عالم دوار ومتحرّك، تتحكم بها رغباتها المكبوتة، فتقيم علاقاتها ببعضها مشدودة بالشغف والرغبة واللذة، في إطار من السرية والكتمان والتخبئة.نبذة الناشر:عندما قضت مساءً شتوياً على شرفة الغرفة الفندقية بضاحية باريس وجرى الحديث عن العشاء الذي كلف مطعماً مكسيكياً بإعداده، حين طل القمر من هناك وابتسمت له وهي تتذكر قمر المحرق الكثيب مرت سحابة عابرة من حلم لم تتذكر منه سوى بيضة القمر!.. خلال أيام سريعة مرت، ودت لو تقيم بضاحية من ضواحي باريس، وسرحت في حلم أن تهيم على وجهها في شوارع المدينة، وتتوقف بالشانزلزية لتتأمل الأرصفة ومقاعدها المكتظة صباحاً بالرواد مع صحفهم ووجوههم النحيفة، وهم في صمت يتطلعون لصفحات الجرائد، ثم إلى الشارع، لم تعد هذه الصورة الرتيبة والمملة تسبب لها الضيق كما هو الحال في البحرين، وعزت ذلك في حديثها مع نفسها إلى المناخ البارد وإلى لون السماء الأزرق رغم كتل الغيوم الرمادية، ودت لو تطيل المكوث أشهر من دون أن تحن إلى المحرق وشقتها وأرق الليالي المشحونة بموجات الذعر المصحوبة بالتعرق حتى في الشتاء.
حلت أمسية باردة مشوبة بنسمات شمالية بنكهة ورق أشجار الموسم، تهب على الحي البحري الجنوبي من ساحل المحرق والذي أثمر عن بنايات وعمارات وأسواق مكتنزة بمختلف السلع المقلدة، كان المساء من بدايته المنعشة برياح الشمال الباردة يوشك أن يعلن عن مولد الشتاء. إقرأ المزيد