القلعة الثانية ؛ دراسة نقدية في القصة العمانية القصيرة
(0)    
المرتبة: 34,088
تاريخ النشر: 10/04/2009
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
نبذة نيل وفرات:يضمن الباحث المعروف دكتور ضياء خضير في كتابه هذا، دراسة نقدية في القصة العمانية القصيرة، يرى فيها الكاتب: أن القاص العماني يبدو أكثر تحرراً وقدرة على الإنفلات من أسر التقاليد السردية العربية التي توفرها قواعد كتابة هذا النوع من الصوغ اللساني الجديد على تقاليد الكتابة النثرية العربية والعمانية منها ...على نحو خاص. ويهدف الكاتب إلى وضع مشروع نقدي لقراءة هذه القصة العمانية أو جوانب أساسية منها في واقعها الراهن قراءة داخلية تطلعنا على ما تحقق من إنجازات أصحابها على صعيد اللغة والرؤية المرافقة، والتعبير عن واقع العصر، والحياة الداخلية للراوي، ونوع المروي، ومدى الوعي بضرورات الكتابة السردية الحديثة. تشمل الدراسة قاصين عمانيين مثل سليمان المعمري ومحمود الرحبي وعبد العزيز الفارسي وآخرين ممن بلغوا إلى أعلى المستويات التي بلغها السرد العربي الحديث رؤية وبلاغة خطاب ومعرفة بآليات القص وأساليبه. إن ما يركز عليه الباحث هنا هو رؤية الكيفية التي أنجز هؤلاء الكتاب فيها أعمالهم الإبداعية وإستطاعوا بذلك أن يحققوا التميز والخصوصية في لغتهم ورؤاهم الفكرية والإجتماعية. ويتضمن الكتاب نصوصاً هامة من حجم الإبداع الذي بلغه القاص العماني، والمساحة التي إحتلها في المدونة السردية العمانية والعربية الحديثة وهي: مختارات واسعة تشمل عدداً كبيراً من القصاصين العمانيين، وتؤلف ما يشبه الأنطولوجيا للقصة العمانية القصيرة. وأخيراً يرى المؤلف أن تأسيس حوار نقدي فاعل لا يقف عند الحدود الخارجية للنصوص المدروسة، وإنما يتجاوز ذلك للدخول في بنيتها العميقة وعوالمها السردية وفضاءاتها الدلالية، ورؤية المسافة التي تفصل المروي فيها عن رواته الحقيقيين والوهميين، على نحو يمكن أن يفيد منه الكاتب نفسه وليس الدارس أو القارئ العام وحده. وبذلك يكون الدكتور خضير قد قدم نموذجاً لدراسة نقدية جادة تنطوي على أكبر قدر ممكن من الفهم النقدي للنصوص المدروسة والفضاء التاريخي والفني الذي تتحرك فيه، مع قدر أكبر من الموضوعية في التقدير والرؤية التي تطمح أن تكون شاملة.نبذة الناشر:العنوان الذي يحوي هذه الدراسات هو القلعة المجازية الثانية التي تمثلها مدونة القصة العمانية القصيرة بكل تنوعها وغناها وطموح أصحابها ورغبتهم في البحث عن فضاء للحرية تضيق به جدران قلعتهم القديمة.
وهي القلعة التي جسد نموذجها التاريخي القائم حتى الآن في كل المدن العمانية، منطقة الدفاع الأولى عن الذات في وجه العدوان بأشكاله الداخلية والخارجية، فضلاً عن وظيفتها الثقافية التي ارتبط بها كثير من علماء الدين والشعراء العمانيين في عصور سابقة.
وهي ثانية لأن الشعر كان وما يزال يحتل موقع القلعة الأولى ويتوزع على غرفها ومداخلها الكثيرة، على الرغم من أن بعض الساكنين فيها من الشعراء قد بدأوا منذ زمن ليس بالقصير يهجرونها أو يفتحون نوافذ يطلون من خلالها على عوالم إبداعية أخرى تختلف، في طبيعة بنائها ومعمارها ومضامينها وهندستها الداخلية، عن معمار القلعة الأولى ذات الطبيعة التراثية المتماثلة في أشكالها وتصاميمها العامة. غير أن قولنا (ثانية) لا ينبغي أن يعني أنها تالية، بحسب ما يرتبه مجيء العدد الثاني بعد الأول من إيحاء بالتقديم أو التأخير. فقد يكون هذا المجيء تالياً من الناحية التاريخية، ولكنه متقدم من الناحية الواقعية، مع أني لا أريد شخصياً قول شيء من ذلك يجعل القصة متقدمة على الشعر، أو، العكس من ذلك، يجعل الشعرمتقدماً على القصة في عمان. فلا شيء يتقدم على الآخر أو يكتسب موقعاً أكثر أهمية في عالم الفنون والآداب إلا عن طريق مقوماته الخاصة التي تجعله أقدر على التعبير عن الحساسية الفنية السائدة في اللحظة التاريخية المعنية.
ولئن كان الشعراء العمانيون الجدد يجدون في تراث الشعرية العربية ما يجعلهم غير قادرين على مغادرة قلعتهم القديمة من دون التزود بشيء من صورها وهندسة بنائها المعروفة، وهم يحاولون إنشاء مساكنهم الشعرية الجديدة، فإن القاص العماني بيدو أكثر تحرراً وقدرة على الانفلات من أسر التقاليد السردية العربية التي توفرها قواعد كتابة هذا النوع من الصوغ اللساني الجديد على تقاليد الكتابة النثرية العربية، والعمانية منها على نحو خاص.
فما زالت كتابة القصة جديدة نسبياً على الحياة الثقافية العمانية الحديثة، وما زالت المماثلة بين الحياة والسرد تطرح على الكاتب العماني مجموعة من المشكلات التي يحاول هذا القاص التعامل معها ومعالجتها بأشكال وطرق متباينة في مستوياتها، ولكنها لا تخلو من القوة والحيوية والرغبة الجامحة في التعبير عن الفكر والواقع المعيش بتفاصيله المتباينة وإشكالاته ومتغيراته الكثيرة، وملامسة الجوانب الإبداعية الأكثر جدة ونجاعة في كتابة هذا النوع الخاص من الأداء النثري. إقرأ المزيد