تاريخ النشر: 01/01/2010
الناشر: دار الفكر المعاصر
نبذة نيل وفرات:تعكس هذه الرواية المتكاملة، كل مظاهر ودلالات حياتنا العربية المعاصرة من خلال وجهة نظر "سمية" بطلة الرواية الشابة التي تطمح أن تكون "حضارية"، وحرّة ومنفتحة، فتنكشف لها شيئا فشيئا معالم مجتمع يعاني من المشاكل المزدوجة، نتيجة إسقاط أشكال "الحضارة" الحديثة عليه، في حين أنه لا يزال متمسكاً بأشكال التخّلف ...القديمة.
يلاحق القارئ تطور شخصية "سمية" التي تكون في البداية طرية العود، وبريئة، تملؤها الحماسة والحب، وتسيطر عليها أحكام نظرية نابعة من أفكار غضّة ورؤية حالمة ووردية، ومن ثم تتبع مراحل تحوّلها على أرض الواقع، من خلال الأحداث والنقاشات والتجارب التي في معظمها صادمة ومأساوية، والتي تشّكل في الرواية مدخلا شاسعا ونظرة شاملة على مختلف المواضيع الإجتماعية في عالم اليوم المجنون الذي".. لا يريح ولا يستريح..".
"أمي امرأة تافهة جدا, سخيفة جدا سطحية جدا.."، "مسكين أبي على كل حال .. وأشعر أنني سأكتشف ذات يوم ذلك السبب الذي يصدني عنه"، "انتقى لي هذا الاسم الكريه(سميّة) لأنه اسم أمه، جدتي التي لا أعرفها"، تبدأ البطلة بهكذا أحكام، وتنتهي بغيرها، بعد أن تحصد كل أشكال المعرفة عبر تلمّسها لمختلف معالم الحياة الواقعية.
يتعايش القارئ مع المحطات التي تمر بها "سمية" في حياتها، من العلاقة بالأبوين والأخوة إلى وهم الحب، ومن وقع الموت، والوقوع ضحية التلاعب العاطفي، إلى مفهوم الصداقة، ومعرفة تأثير المخدرات، ومن أجواء الشباب والزملاء في الجامعة الذين "في خضم هذا العالم الفائر تسر" إليهم "عدوى الجنون..." حيث تدور النقاشات حول المواضيع الحاضرة والساخنة، كالتطرف الديني، أو الإنفتاح على الحداثة، وانتقاد ممارسات الشيوعيين، وحول القضايا السياسية المعاصرة وتطور الأحداث السياسية والعسكرية في العراق وفلسطين وأفغانستان.
رواية غنية ذات رؤية شاملة لا مراعاة فيها ولا قيود، تعكس صورتنا لأنفسنا ولواقعنا، وتذخر بالحياة التي استنبطت معالمها وعناصرها من واقعنا المعاصر، والتي تشكّل نماذجها وشخصياتها عرضاً سخياً لأفرازات مشاكل مجتمعاتنا، وتفضح بعد المسافة بين الأفكار وبين المقاييس التي تطبق فيها على أرض الواقع. إقرأ المزيد