تاريخ النشر: 28/02/2009
الناشر: دار الفارابي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:بأسلوب سردي خال من الصناعة الأدبية، وبحوارات تدور باللهجة العامية الكويتية، وبحبكة مميزة تعتمد مشهدية يتقاطع سردها القصصي بين ما يعيشه بطل الرواية وما تعيشه بطلتها في نفس الفترة الزمنية. وتمتد هذه الحالة التقاطعية لتشمل مجمل حالات التفكير والأحاسيس والاستنتاجات.
في رأس السنة مثلاً، هو يفكر أن "عام جديد يعني ...لازم شي جديد.. شي غير"، وهي تظن أنه "قد يكون قدوم سنة جديدة سبباً لانبعاث رغبة في شيء جديد". وبعد لقائهما وحديثهما "استمتع بالحديث معها ولم يتوقف كثيراً لتفسير شعوره تجاهها"، واستنتجت هي بأنه "يكفيها هذا الشعور الجميل عند استرجاع الحديث معه".
يحيط الكاتب الذي تبوأ العديد من المناصب ومن بينها الإستشاري في الطب النفسي والإجتماعي، والأستاذ الدولي في العلاج بالتنويم، بمعالم حياة بطل روايته، فهو الرجل الستيني المتقاعد الذي يصبح له زواياه الثابتة في المقهى المعتاد، وهو الذي له عاداته المتكررة في البيت، وهو الذي أصبح معرضاً لمرض البروستات والذي قرر الكاتب في النهاية تضخيمه ليصبح سرطانياً. أيضاً يضع البطلة في حالة الاكتئاب الذي تصاب به النساء في سنها، ويبحث لها عن مخرج في ممارسة اليوغا.
رواية جميلة بمدلولاتها ومشاعرها الإنسانية الخالصة والمصقولة، تدور حول علاقة تواصل تتمّ بين رجل وامرأة تخطيا سن الشباب، يكتشفان طعماً آخراً للعلاقة وللحاجة التي تربط كل منهما بالآخر. فالشعور بالحب الذي إن كان متبادلاً يقلب النظرة إلى الحياة لتأخذ الطابع الوردي، وتصبح أدق التفاصيل الصغيرة الإعتيادية مصدر جمال وانتعاش نفسي يقي من الكآبة ومن مرض الإكتئاب.
وتتأتى العقدة في الرواية على لسان صديقه: "لكن أنت في مجتمع عربي ما زالت القيم البدوية والمتخلفة هي اللي ماشية".
رواية سلسة ومشوقة لا تتصنع الحدث ولا تصنعه، بل هي عرض لأوضاع مرحلة ما بعد الشباب من جميع نواحيها العاطفية والعملية والفكرية والنفسية، لا يخلو من الحنين إلى فترة آمن فيها هذا الجيل بأفكار ظن أن بإمكانها تغيير العالم نحو الأفضل. إقرأ المزيد