تاريخ حضارة المغرب والأندلس في عهد المرابطين والموحدين
(0)    
المرتبة: 181,262
تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: دار شموع الثقافة
نبذة نيل وفرات:الحضارة إستمرار تاريخي إنطلاقاً من توكيد إزادة الفعل والبناء وفسح المجال أمام الفئات المثقفة لأداء مدركاتها عبر منطلقات تنمويه هدفها التعبير والتعمير والبناء الشامل المستند إلى العلم والمعرفة، بناءً على فكر عالمي قوامه التأثر والتأثير الإيجابي والمساهمة الفاعلة في بناء حضارة إسلامية.
وإلى هذا، فقد أدت الحضارة العربية الإسلامية رسالتها ...في سبيل ترسيخ مفهوم الإنسانية العالمية إلى جانب الحضارات الأخرى الفاعلة، وإن قيمة التاريخ تظهر في إستناده المباشر إلى الوقائع التي يضيفها الإنسان والأحداث الطارئة، والمبادرة في إستنطاق مدى قدرته للتفاعل مع المتغيرات حيث تبرز المعطيات الأساسيات في توجيه طموحات الإنسان وإمكاناته نحو إستيعاب هذه الظاهرة المتغيرة على أمل إستيعاب الفترة الزمنية الراهنة والتفاعل معها وفق مقتضيات وشروط إنتاجها السليمة، في حين أن إستيعاب الحاضر وإدراك معطياته لا بد أن يقدم النظرة العلمية الحادة والدقيقة لإستيعاب المشاكل والمخاطر المحيطة، هذا مع الأخذ بنظر الإعتبار أن الماضي يعدّ شرط أساس لإدراك الحاضر، فالتاريخ ليس أحداثاً تكتب× بل هو أحداث لا يمكن لها أن تعود وتتكرر بذات القدر والمستوى، وعلى هذا لا بد من التطلع إلى الإدراك وجعله في صميم وعي المفكر حيث الملاذ لإستشراق المستقبل الآتي دون ريب.
من هنا، فإن الإهتمام بدراسة التراث العربي الإسلامي يعتبر ظاهرة صحيحة وخطوة في الإتجاه الصحيح تدل على أن الأمة العربية أخذت تعي ذاتها وتؤكد رغبتها الصادقة في إبراز هويتها وشخصيتها الفكرية والثقافية، وفي إعادة كتابة تاريخها العلمي والأدبي بأقلام علمائها وفي إبراز ما يتضمنه تراثها العلمي والأدبي من إنجازات وإبداعات علمية، كان لها تأثيرها الإيجابي في تطور الحضارة العالمية والإنسانية.
من هنا، تأتي أهمية هذه الدراسة التاريخية التي يتناول الباحث من خلالها تاريخ حضارة المغرب الأندلسي؛ يبين الباحث بداية العلاقة الإدارية التي تربط المغرب الأندلسي بالخلافة العباسية، إذ إن الإمارة الأموية كانت تقدر وحدة الخلافة الإسلامية إلى أن قامت الدولة الفاطمية في منطقة المغرب عام 296هـ والتي أسقطت دولة الخوارج ودولة الأدارسة ودولة الأغالبة، فأصبحت هذه الخلافة إمام الإمارة الأموية في الأندلس، ودخلت هاتان الدولتان في صراعات مستمرة، فكان من نتائجها إعلان الأموية في الأندلس عام 316هـ من قبل الأمير عبد الرحمن الناصر الذي لُقّب ومن جاء من بعده إلى عام 422هـ بلقب خليفة، وبذلك تفككت وحدة الخلافة الإسلامية، فأصبحت خلافة عباسية في بغداد وخلافة فاطمية في مصر وخلافة أموية في الأندلس، وبرّر الفقهاء تعدد الخلفاء إذا كان هناك مصلحة تقتضي ذلك، واعترفوا بشرعية خليفتين للمسلمين في آن واحد بشرط أن يكون بينهما مسافة كبيرة لمنع الإصطدام والفتن بين المسلمين.
كانت الإدارة الأموية في الأندلس في الواقع إمارة وراثية مستقلة سياسياً عن خلافة المشرق العباسية ولها علاقات ودية مع دول الخوارج؛ إلا أنها من الناحية الروحية لم تعترف بالخلافة العباسية إلا فترة وجيزة أيام حكم عبد الرحمن الداخل.
إن أمراء بني أمية الذين حكموا الأندلس قبل الناصر وإن كانوا قطعوا الدعاء لبني العباس أنهم لم يلقبوا أنفسهم بلقب خليفة واكتفوا بلقب الأمير أو بني الخلائف أو الإمام غير أن مجريات الأمور وتغيرات الظروف حتمت كسر الوحدة السياسية، فقامت الخلافة الأموية في الأندلس.
هكذا لقب الناصر نفسه (الناصر لدين الله أمير المؤمنين)، وأصدر منشوراً يتضمن ذلك، وهكذا تحولت الأندلس من إمارة إلى خلافة واستمر لقب الخليفة في ذرية عبد الرحمن الناصر من بعده حتى إلغاء الخلافة الأموية في الأندلس عام 422هـ، ففي عام 422هـ سقطت الخلافة الأموية في الأندلس بعد عزل آخر خلفائها هشام الثالث المعتد بالله وإجلاء من تبقى من المروانيين عن قرطبة وإعلان الوزير ابن حزم بن جهور إلغاء الخلافة وأصبح الأمر شورى، فظهرت حكومة الجماعة في قرطبة، ثم قامت دويلات الطوائف في سائر أنحاء الأندلس واستولى ملوك الطوائف على أمرها واقتسموا خطتها وتنافسوا بينهم وتوزعوا فرقاً، وتلقبوا بالألقاب الخلافية.
وهكذا يتابع الكاتب الظروف السياسية في المغرب الأندلسي عقب فترات تاريخية متلاحقة إلى حين إنهيار دولة المغرب الأندلسية، ملقياً الضوء على المناخات الإجتماعية والثقافية حيث شهدت هذه الدولة حركة فكرية رائدة يتابعها المؤلف بالتفصيل. إقرأ المزيد