تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: دار الأمة للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة المؤلف:لم يع الجيل الحاضر على الدولة الإسلامية التي تطبق الإسلام، والذين عاشوا في أواخر الدولة الإسلامية ( الدولة العثمانية ) التي أجهز عليه الغرب، إنما رأوا بقايا دولة فيها بقايا حكم إسلامي، ولهذا فإن من أصعب ما يجد المسلم تقريب صورة الحكم الإسلامي إلى أذهان يسيطر عليها الواقع، ولا تستطيع ...أن تتصور الحكم إلا في مقياس ما ترى من الأنظمة الديمقراطية الفاسدة المفروضة على البلاد الإسلامية فرضاً. وليست الصعوبة في هذا وحده، وإنما أصعب الصعوبة في تحويل هذه الأذهان ( المضبوعة ) بالثقافة الغربية. لقد كانت هذه الثقافة الغربية سلاحاً شهره الغرب في وجه الدولة الإسلامية، وطعنها به طعنة نجلاء أودت بحياتها، وحمل إلى أبناء هذه الدولة سلاحه هذا يقطر من دماء أمهم القتيل، وقال لهم مفتخراً: ( لقد قتلت أمكم العجوز التي كانت تستحق القتل لسوء حضانتها لكم، وقد مهدت لكم عندي حضانة تتذوقون فيها الحياة السعيدة والنعيم المقيم ) ومدوا أيديهم يصافحون القاتل، وما يزال سلاحه هذا مخضباً بدماء أمهم، لقد فعل معهم فعل الضبع، فيما يروون، حينما تجعل فريستها تذهل إلا عن اللحاق بها، فلا تصحو إلا بضربة يسيل لها دمها، أو تصل بها الضبع إلى قعر الوادي فتأكلها. فمن لي بأصحاب هذه الأذهان المضبوعة أن يعرفوا أن هذا السلاح المسموم الذي قضى على دولتهم الإسلامية، هو نفسه الذي يقضي دائماً، ما تمسكوا به، على حياتهم وكيانهم، وأن هذه الأفكارالتي يحملونها، من القومية وفصل الدين عن الدولة ومن آراء تطعن في الإسلام، هي بعض السموم التي حملتها لهم هذه الثقافة، وفصل ( الغزو التبشيري ) من كتاب الدولة الإسلامية هذا، وكله حقائق وأرقام ناطقة، يرينا القاتل المجرم، ويقفنا على السبب الذي حمله على إرتكاب الجريمة، ويبصرنا بالوسائل التي توسل بها للقضاء على القتيل، وماكان السبب إلا قصد محو الإسلام، وما كان أهم الوسائل إلا هذه الثقافة التي جاءت مع الغزو التبشيري. لقد غفل المسلمون عن خطر هذه الثقافة، وصاروا يحاربون المستعمر ويتناولون منه ثقافته، مع أنها هي سبب إستعمارهم، وبها يتركز الإستعمار في بلادهم، ولينظروا بعد هذا كم يكون منظرهم متناقضاً تناقضاً مزرياً ومضحكاً معاً، وهم يديرون ظهورهم للأجنبي، يدعون محاربته، ويمدون إليه أيديهم من خلف ليتناولوا بكلتا يديهم سمومه القاتلة يتجرعونها، فيسقطون بين يديه هلكى، يحسبهم الجاهل شهداء نزال، وما هم إلا صرعى غفلة وضلال. ماذا يريدون؟ أيريدون دولة على غير أساس الإسلام؟ أم يريدون دولاً متعددة في بلاد الإسلام؟ لقد أعطاهم الغرب، منذ صار الأمر إليه، دولاً كثيرة، ليتم خطته في إبعاد الإسلام عن الحكم، وفي تقسيم بلاد المسلمين، وفي تخديرهم بالتافه من السلطان، ولا يزال يعطيهم كل حين دولة ليمعن في تضليلهم وليزيد في تقسيمهم، وهو على إستعداد لأن يعطيهم أكثر ما داموا يحملون مبدأه ومفاهيمه لأنهم تابعون له. إن الأمر ليس في قيام دول، وإنما في قيام دولة تسمى إسلامية وتحكم بغير ما أنزل الله، بل ولا في قيام دولة تسمية إسلامية وتحكم بالقوانين الإسلامية المجردة دون أن تحمل الإسلام قيادة فكرية. إن الأمر ليس في قيام دولة كذلك، وإنما هو في قيام دولة تستأنف الحياة الإسلامية عن عقيدة وتطبق الإسلام في المجتمع، بعد أن يكون متغلغلاً في النفوس متمكناً من العقول وتحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم. وبعد ذلك، فإن كتاب ( الدولة الإسلامية ) هذا لا يقصد به أن يؤرخ للدولة الإسلامية، وإنما يقصد به أن يشاهد الناس كيف أقام الرسول صلى الله عليه وسلم الدولة الإسلامية، وكيف هدم الكافر المستعمر الدولة الإسلامية، وكيف يقيم المسلمون الدولة الإسلامية، ليعود للعالم النور الذي يضيء له طريق الهدى في حالك الظلمات.ن يؤرخ للدولة االإأم إقرأ المزيد