تاريخ النشر: 01/01/1997
الناشر: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:صاحب هذا الديوان هو أبو القاسم علي بن الحسين بن إبراهيم، العلوي الموسوي البغدادي، وهو من أحفاد الحسين بن علي رضي الله عنهما. ومن ألقابه: علم الهدى. ذو المجدين. ولد أبو القاسم في خلافة المطيع بدار أبيه في محلة "باب المحول" من الكرخ ببغداد سنة 355 في شهر رجب. ...وتوفي لخمس بقين من شهر ربيع الأول سنة 436 ببغداد.
أما نشأته فكانت في أسرة شيعية تعد من الأسر العريقة في بغداد، والتي كان لها اتصال مباشر بقصر الخلافة، تبعاً لمكانتها وقرابتها من آل البيت. كان المرتضى كريماً واسع الصدر، صاحب بر وصدقة، ميالاً إلى الزهد في الدنيا، راغباً عن بهرجتها. ومع أنه نقيب الطالبيين، وفقيه الشيعة الإماميين إلا أنه لم يكن متطرفاً في مذهبه، فأحبه الناس، برع المرتضى ومنذ صغره بحفظ الأشعار القديمة، كما وبرع في المناظرة فيها وبرز في آرائه وفاق أقرانه، وهذا ما يجعل علماء عصره يعتبرونه شيخاً في النحو ورواية الشعر. وكان شعره مرآة صادقة لنفسيته الصافية العفيفة. فهو أحد الأئمة في الدين، والعارفين لواقع الحياة التي يعيشها أمثاله. وتتمثل عفته في الغزل النقي، ولا سيما ما كان على طريق الطيف... لأنه لم يكن يريد واقعاً لعزله. وتبدو عفته كذلك في هذه المقدمات الغزلية، التي تبدو فيها المحبوبة راحلة أو صاده دوماً من غير لقاء، سوى لقاء النظر المحتشم، من غير ذكر للمفاتن إلا ما يستدعيه الموقف.
ولا يجد القارئ لشعره غزلاً لغلام، كما لا يجد وصفاً للخمرة، إلا ما جاء منها رمزاً. وهو نظم في أكثر أغراض الشعر المعروفة في عصره. وأكثر أغراضه في ديوانه هي قصائد المدح، فقد مدح الخلفاء وبني بويه، وعدداً من الوزراء ولأعيان... وقد كان صادقاً في مدحه لأن من مدحهم يمتون إليه بصلة القرابة أو المودة، وهو لم يمدح تكسباً ولا متضرعاً مضطراً إلا نادراً. ودليل صدقه في مدائحه أنه رثى أكثر من كان مدح. ومن الأغراض التي أخذت مكانتها في ديوانه شعر الشيب، وهو غرض يجيء عنها منفرداً كثيراً، ومرتبطاً مع غزل الصدّ كثيراً أيضاً. ولعله من أجمل ما قيل في الشيب لارتباطه بحالة نفسية تند عند من بلغ الخمسين، ولا خلاص من أذى هذا البياض، لأنه إيذان بأفول شباب الحياة وحياة الشباب. ويتلوه في الأهمية شعر الطيف أو طيف الخيال، ومن شعره الوجداني أيضاً ما يستوحيه من زيارته للمقابر. والغالب على قصائده طول النفس الشعري، ولا سيما في رثائه لأهل البيت أو الافتخار بهم. حيث إنه يجد نفسه منطلقة تمام الانطلاق. كما أن نفسه طويل في قصائد المدح. كما أنه يستجيب لمن يحثه على نظم الشعر في مناسبة معينة، أو بنقض بعض قصائد الشعراء، كنقضه شعر جرير أو القصيدة التيمية.
وبالرجوع إلى مضمون الكتاب الذي بين أيدينا نجد أنه يحتوي على كامل ديوان الشريف المرتضى، مذيلا بشرح مسهب لكافة مفرداته الغامضة، والغاية التي رمى إليها المؤلف من شرحه لهذا الديوان هو مساعدة القارئ والباحث على فهم ما رمى إليه الشاعر من قصائده وكذلك وضع مرآة تعكس شاعرية الشريف المرتضى. إقرأ المزيد