تاريخ النشر: 19/11/2008
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"ترميم الذاكرة" عنوان شعري، في الصناعة والتشكيل، بل هو كتابة أدبية تحيل الى العبث واللاجدوى، والتشتت والتشظي للذات/ الأثر، فهل يشكل العنوان مدخلاً لقراءة المكتوب؟
الكتاب هو نسيج هذه الحركة المكوكية بين الذكريات والوقائع، جاءت في إطار غربة طويلة، ممتدة لأكثر من ربع قرن، هي غربة قسرية إجبارية، لم تكن ...اختيارية. بسبب الظروف السياسية التي مرت بها بلاده - البحرين - وفي غمرة البوح يطرح "حسن مدن" سيرته الحياتية عبر تلك الغربة التي تطارد بها الأوطان أبناءها وتلفظهم خارجها. لفظ "مدن" من وطنه شاباً في مقتبل العمر وعاد اليه وهو على مشارف الخمسينات، وما بين هذين العمرين اختار العديد من المدن للإقامة بها، أو بلغة أخرى اختارته المدن للإقامة فيها. هكذا جاءت لغة مدن مفتوحة على كل الاحتمالات وعلى كل التوقعات؛ فهي لغة غير يقينية نسبية تحتمل كل الأشياء وكل التفسيرات وكافة تجليات الحزن وأشكال الفرح. بل إن الكاتب نفسه، وفي غمرة إستدعاء الذاكرة وإحساسه الحاد بالغربة، يطرح على القارئ سؤالاً على قدر كبير من الأهمية، وهو تساؤل لا يغيب عن أي قارئ لهذه السيرة الحميمة: "أكان ينبغي أن تسير الأمور على النحو الذي سارت عليه؟ ألم يكن بالإمكان أن تكون أحسن؟" ولا يجيب على هذا السؤال بشكل مباشر، لكنه يستخدم آلية استدعاء أخرى تسود العديد من مناطق استرداده للذاكرة، ونعني بها آلية استدعاء كتابات أخرى أو أفلام أو حتى وقائع حدثت له. وكأن الكاتب يعلن عن ذاته قارئاً لنا سنوات الغربة بحلوها ومرها، وهو هاجس يعلن عن نفسه في كثير من مناطق ترميم الذاكرة، يقول: "..... حين نكتب عن الماضي فإننا نلملم الذكريات من هذه الأروقة ثم نعيد تشكيلها وتكوينها. في حياة المرء تحين لحظة يمكن أن نطلق عليها لحظة الوقفة مع الذات. لحظة تتكثف فيها المشاعر والخبرات والأفكار والأماني التي لم تبلغ في بؤرة واحدة تشع بالتوتر والأسئلة، حين يخلد المرء الى نفسه وحيداً تماماً. ليجابهها بما يجب أن يجابهها به من بواعث الحيرة والقلق والسؤال..."نبذة الناشر:حين وقفت في زاوية غرفة البيت العتيق، الذي نشأت فيه ولهوت في فنائه وتدثرت بلحاف وقاني برد ليال بعيدة، وجدتها خاوية ليس من الأشياء فقط، إنما من المعنى الذي شكلته في ذاكرتي. إنها -في الحق- لا تبدو زاوية عادية شأنها شأن كل الزوايا المتشابهة في الغرف الأخرى، لأني مشدود إليها بعلاقة خاصة. لكن هذه العلاقة ذاتها ظلت مبهمة.
عدت أدراجي من حيث أتيت دون أن أشعر بأن حنيني قد أشبع، وإنما أحسسته قد تفاقم وتضاعف. ساعتها حرت ما إذا كان هذا شعور اللحظة أم إنه شعور مزمن سيلازمني طويلاً، أو ربما ما حييت، كما لازمني "حنين أول مرة" الذي قصدت المكان لأبرأ منه فوجدته عصياً على العلاج. إقرأ المزيد