ديوان ابن خفاجة
(0)    
المرتبة: 102,834
تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:وُلد "أبو اسحق إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفّاجة" سنة 450هـ (1058م) بجزيرة شقر Jucar، وهي من أعمال بَلَنْسِيةَ شرقي الأندلس؛ وقد اشتُهر شعراؤها بوصف الطبيعة أمثال ابن خفاجة وابن عائشة وابن الزقَّاق.
وقد عالج "ابن خفّاجة" في شعره أغراض الغزل والوصف والمدح والرثاء والشكوى والعتاب والفخر، ...فلم يبتعد في أكثر معانيه عمن تقدمه من شعراء العرب بعامة، وبني العباس بخاصة، ولكنه يختص بتلك النزعة الأندلسية التي يتمثّل فيها شغف الشاعر بطبيعة بلاده وإستسلامه إلى سحر جمالها، فإذا هما روحان متصلان.
فكأن الطبيعة نفس تقبل جميع الصور تتقمص جميع الأجسام، لا يخلو فيها غرض من أغراضه ولا يتخلى عنها خاطر من خواطره، وإذا كانت معانيه مطروقة عند المشارقة، فإن إبداعه لا ينكر في تفننه وتلطّفه في تصويرها والتعبير عنها بحيث تظهر عليها الجدة والطرافة، فألفاظها بليغة التأثير في النفس، وإستعاراتها رقيقة الرمز قوية الإيحاء، ولقّبه بعضهم بصنوبري الأندلس، وقد يكون لهذا اللقب ما يسوّغه إذا نظرنا إلى ظواهر الطبيعة عند الشاعرين، ولكن شعر "ابن خفاجة" يفوق الصنوبري بتعابيره وألوانه ودبيب الحياة فيه.
ولغة "ابن خفاجة" تمتاز بالرقة والنعومة، فهي مؤلَّفة، على الجملة، من ألفاظ تنسجم والموضوع المعالج، ويحلّيها بالإستعارات والتشابيه وضروب المحسّنات اللفظية والمعنوية، فيتغشّاها الغموض، ولا يفوتها الرمز والإيحاء، وهو أحياناً يتعمّد إجتلاب الألفاظ فيبدو عليها التكّلف.
و"ابن خفّاجة"، على الإجمال، شاعر مبدع ترتاح النفس إلى حلاوة تعابيره، وتجد متعة في مسرح خياله، وهو من شعراء العرب المشهورين، ولـ"ابن خفاجة ديوان شعر رواه عنه جماعة من الادباء الذين صحبوه، منهم "أبو يوسف يعقوب بن محمد الشُقري"، و"أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن القيسي" من شاطبة، و"عبد الحق بن خلف الشاطبي" المعروف بالجنّان، نشر ديوانه في مصر سنة 1286هـ (1869م) مرتباً على الحروف، ثم أعيد طبعه في بيروت سنة 1951 مرتباً على الأبواب.
في هذا الديوان عمد المؤلف إلى الترتيب على الأبواب، وتوخَّى توضيح الغامض من المفردات وشرح المغلق من المعاني. إقرأ المزيد