تاريخ النشر: 29/09/2008
الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون، منشورات الاختلاف
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:تفتح هذه الرواية أمامنا أبواب الزمن اللامحدود حين يستعين الراوي بالسرد التاريخي، ولكن يبقى فيه للعشق أجواءه الرائقة والمتكررة، حين نكتشف أن الشخصية المركزية في الرواية "الزواوي" (وهو بالمناسبة اسم ينسب إلى بعض القبائل الأمازيغية في الجزائر) يتجسد في أكثر من ثلاثة شخوص يحملون الاسم نفسه، ليؤكدوا حقيقة واحدة... ...إنهم مجانين عشق نساء يحملن اسم "الياقوت".
تغوص الرواية، في التاريخ وفي الجغرافيا لتمتد من قرية "المعقال" بالجزائر حيث تدور معظم الأحداث نحو مدينة تمبكتو في الصحراء الأفريقية جنوباً إلى مدينة نيسابور في بلاد فارس، أما في التاريخ فهي تذهب إلى يوم الفتنة الكبرى في "موقعة صفين"، وتذهب بعيداً وهي تغوص في بعض الكتب المعروفة وبعض الكتب التي اخترعها الكاتب مثلما اخترع كتّابها.
وبالرغم من هذا التعدد والتجانس بين التاريخ والجغرافيا والموروث الشعبي.. فإن الرواية تنطلق من الواقع ومن قرية صغيرة جداً، تسمى "عين المعقال"، وتتكأ على أحداث وتشابكات واقعية كثيرة، دون سقوط في دهاليز "التقرير" أو التحليق بعيداً في الخيال.
"حروف الضباب".. عنوان لرواية تختزل الكثير من واقعنا وماضينا.. وتلامس هواجسنا بلغة أنيقة وراقية... رواية تستحق أن تقرأ.نبذة الناشر:-لا تخف يا الزواوي، لا تخف، أنا فقط..
-ومن أنت؟، وكيف جئت؟
-أولم تعرفني بعد، أنا الياقوت حبيبتك.
ساعتها أصبح الزواوي أكثر اطمئناناً، فاعتدل في جلسته فوق السرير وراح يتأمل جسد الغريبة، وقد غمرته سعادة لم يشعر بها منذ مدة طويلة، ولم يصدق بسهولة أن حبيبته الياقوت ستجيء إليه حيث ينام، فشعر برغبة عارمة في الكلام، يخبرها بمعاناته وهواجسه التي تكاد تقتله، لكن المواضيه اختلطت في رأسه وتزاحمت الكلمات في حلقه، واستسلم بعد معاناة للصمت بعد أن أوحت إليه الياقوت بذلك.
وعندما طال الصمت، قطعته الياقوت بسؤاله عن أحواله، فلم يتمالك دموعه، وبكى كثيراً في حجرها، وقد سحبته نحوها بقوة وأخذت تداعب شعره بلمسات سحرية استسلم لها كلية.
امتدت يدها بعد ذلك إلى التميمة التي يعلقها إلى صدره، فانفلت الكلام منه واستسرسل يحدثها عما حصل له وحكاية كارل لويس التي جعلته مسخرة بين أقرانه، وأصبحت تخجله أكثر مما كان يتصور قبل ذلك.
عندما أنهى الزواوي حديثه، ساد صمت قصير كان فيه الفتى يتأمل جمال حبيبته وهو لا يكاد يصدق عينيه، لكن الياقوت قطعت ذلك الصمت، بنهوضها وسحبه من يده التي عانقت يدها بحرارة لم يعهدها، ثم مشت معه واتجهت صوب شجرة التين التي أصبحت تسمى شجرة الزواوي منذ أن تعلق بها على ذلك النحو الغريب. إقرأ المزيد