الرسالة القشيرية في علم التصوف
(0)    
المرتبة: 104,090
تاريخ النشر: 01/01/2000
الناشر: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:الرسالة بحث أو موضوع أو دراسة، يكون رداً على سؤال أو حلاً لمشكلة أو علاجاً لتساؤل، وتكون الرسالة صغيرة الحجم كرسالة القاضي الفاضل للحسن البصري، أو كبيرة الحجم كرسالة الغفران للمعري.
وهذه الرسالة وجهها العلامة أبي القاسم القشيري إلى الذين عادوا التصوف معاداةً تقليدية دونما معرفة حقيقية لأصول هذه الطريقة، ...عادوها من خلال الأخطاء التي ظهرت على بعض أدعياء التصوف أو من خلال كلمات كانت أشبه بالشطحات التي لا تستند إلى نص أو عقل أو برهان.
وهذا شأن كل مذهب وكل فكر وكل طريقة، من أتباعه من يحسن فهمه وعرضه، ومنهم من يشوه صورته ويسيء إليه بأعماله وتصرفاته. فكانت هذه الرسالة صرخة مخلصة صادقة نابعة من قلب مفعم بحب الله والرسول صلى الله عليه وسلم والحق الذي أنار طريقه الإسلام، إلى كل الذين أخطؤوا بحق التصوف جهلاً يعرفهم حقيقة التصوف وأنه الجانب العملي والروحي والعاطفي والسلوكي في الإسلام.
وما يريد القشيري أن يعرفهم إياه هو أن الحق غير ما عرفوا، وأن أهل هذه الطريقة الحقيقيين هم على نهج القرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخرجون عنها قيد أنملة، وهم على طريق السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين في إيمانهم وعقيدتهم وسلوكهم.
والرسالة القشيرية: موجهة أيضاً إلى أهل التصوف يبين لهم حقيقة هذه الطريقة وما دخل عليها من انحراف وأباطيل ويسدد لهم الطريق حتى لا يضلوا ولا يضلوا، وأن التصوف ليس شيئاً زائداً على ما في القرآن أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هو تجسيد لجانب عظيم من الإسلام أهمل نتيجة توغل الفقهاء بعد السلف الصالح في فروع الفقه وإهمال الجانب السلوكي الذي كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح، ولو أن الذين لحقوا السلف الصالح في القرون الأولى كانوا على هديهم تربية وسلوكاً وفهماً لم يؤل الحال بالمسلمين إلى وجود مدرسة الصوفيين مفصولة عن مدرسة الفقهاء والمتكلمين، إذ أن الرعيل الأول من السلف الصالح، أخذوا الإسلام كله فهماً وتربية وسلوكاً ودعوة وفقهاً، جمعوا صفاء وتقوى أهل التصوف، وعلم وفقه أهل الفقه دونما إفراط أو تفريط في أي من الجانبين وهذا هو الإسلام. إقرأ المزيد