تاريخ النشر: 24/01/2008
الناشر: شركة دار الخيال
نبذة الناشر:تأكيداً على أن موضوع الروح هو الثيمة الأساسية لمجموع روايات هذه الرواية الملحمة، من خلال مسيرة الحب والحرب التي خاضها بطل الرواية، بادئاً رحلته من صحراء الحمادة الحمراء، منتقلاً إلى عاصمة بلاده طرابلس، ثم إلى بر الأحباش ضمن جنود الحملة الإيطالية على الحبشة، ثم إلى القاهرة والصحراء الغربية خلال الحرب ...العالمية الثانية عائشاً تلك المفارقة التي عاشها كثير من الليبيين الذين بدأوا الحرب مجندين مع المحور يحاربون في صفوفه جيوش الحلفاء، ثم انتهوا إلى محاربين في جيش الحلفاء ضد قوات المحور، عائداً إلى وطنه وإلى وظيفة قيادية في بلاده حلاف فترة الحماية البريطانية لليبيا، ثم إلى الصحراء التي منها بدأن لتكتمل الدائرة وتنتهي أجزاء الرواية الاثني عشرية.
إنها ملحمة زاخرة بالأتراح والأفراح والأحداث الجسيمة، عاشها أبناء الجيل الذي ينتمي إليه عثمان الحبشي، حاولت الرواية تقديم أقباس منها بلغة السرد الروائي وتقنياته وجماليته، التي لا تكتفي بتسجيل الأحداث ولا تجعل ذلك هما رئيسياً لها، فمهمتها الأساسية هي خلق عالم سحري يوازي الواقع بدلاً من أن تسعى لنقله على الورق، باعتبار الفن تقطيراً للتجربة الإنسانية وليس تسجيلاً لها أو ترحيلاً لأحداثها سواء باستخدام عامل الانتقاء أو بمحاولة نقل هذه الأحداث بعجزها وبجرها إلى عالم القصة، وهي لغة لا تكتفي بالبقاء لغة وصفية نثرية. وإنما تشحن سردها بلغة الشعر وجدل الواقع والأسطورة والحقيقة والفانتازيا والحوار والمونولوج والاسترجاع من أجل أن تفلح في خلق عالم زاهر بالدلالات الفلسفية والفكرية.
"لم أر في حياتي مثل هذا الجمال. إنه سحر هارون وماروت، وإبليس فاهلنا في أولاد الشيخ، يقرنونه بأعمال الغواية والخطيئة وينسبونه إلى قوة شيطانية مدمرة. عن نفسي، فلا أنسبه إلى للملائكة التي في السماء باعتباره مصدراً للسعادة الإلهية. بما أننا لا نستطيع أن نطوله فالأنسب والأسهل أن ننسبه إلى إبليس، لكي نستطيع أن نكافح تأثيره في نفوسنا. عادت تحمل سفرة بها فناجين الشاي والبسكويت وفستانها الأسود الطويل يجر فوق الأرض المغطاة بالبسط، يحتوي قواماً ممشوقاً وجسداً إنسابياً يكمل مقومات الجمال التي بدت في ملامحها، والسحر الأسود الذي تنفئه عيناها، والشعر الذهبي الملموم كأنه تاج فوق رأسها، فوقف عثمان الحبشي يأخذ عنها السفرة ويضعها على الطاولة وقد لامست أصابعه أصابعها فأحس ببهجة هذه الملامسة رحيقاً لذيذاً ينسكب في أوعية القلب، وتمتم بكلمة اعتذار لأنها تتعب نفسها من أجل استضافتهما، فردت قائلة بأن هذا هو وقت الإنجليز، ولحسن الحظ فإن هتلر لم يدرك خطورته لأنه لو أدرك ذلك واستفاد منه في توقيت هجماته على الجزر البريطانية، لتغير مصير الحرب لصالحه". إقرأ المزيد