التوسل بالانبياء والصالحين
(0)    
المرتبة: 187,943
تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:بالرغم من أن التوسّل بغير عمل المتوسل، يعني فيما يعنيه، تجسيداً لعمل ذلك المتوسل به، وإظهاراً للمحبة التي يكنها المتوسل لكل من له بالله وبرسوله صلة طاعة وتأس، وتعظيماً لذلك العمل الذي به إرتفع المتوسل به مكانةً، فسما قدره وعلت هامته على غيره ممن لم يجاهدوا في الله ما ...جاهد، ويكابدوا في سبيل تربية النفوس ما كابد – بالرغم من كل هذه الحقائق الواضحة، وجد من آثروا تنكُّب الطريق، وقعدوا للعابدين ومحبي الأنبياء والصالحين الصراط المستقيم، يصدونهم عن الهدى بسياج واهن من بيت العنكبوت، منكرين عليهم الإستعانة بغير الله تارة، وبجوازها من الأحياء دون الأموات تارة، وبغرض مفاهيمهم الخاطئة في تفسير معاني بعض الأحداث تارة أخرى، علماً بأن بعضهم تبنى مع النداء للأموات، وقال: إنه من الشرك الأكبر، الذي يُباح به الدم والمال، وحاول بعضهم التشويش على المسلمين بتضعيف الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة المؤيدة لمواقف معارضيهم...وكانوا إذا ما صدمتهم الحجة وأعوزهم الدليل إختلقوا ألواناً من الإستدلال توافق هواهم، وإن لم تؤيِّدها الأصول، ولم يوافقها المعقول...وكانوا أحياناً يحتجون بعمل الصحابي والتابعي إذا وافق هواهم، ولكنهم ما إن يجابهوا بعمل يخالف رأيهم، حتى يقولوا نحن لا نتبع إلا ما جاء في الكتاب والسنة، وفي هذا المجال كنت تراهم طوراً يقصرون الإحتجاج بالحديث على ما كان موجوداً في الكتب الستة إذا إضطرتهم قوة مجادلهم العلمية إلى الإعتماد عليها على أنهم ما إن يتسع عليهم الأمر، وتدهمهم أحاديث تهدم بناءهم القائم على الهوى – حتى يلوذوا إلى فناء الصحيحين يتقون به حرّ حجج مجادلهم، مع علمهم بأن الصحيحين، بل وحتى الكتب الستة وإن إشتهرت، وكتب لها السيرورة. لم تجمع نصف الأحاديث النبوية بل معظمها، وأن في الإقتصار عليها والحالة هذه – قضاء على كثير من الأحاديث الصحيحة. إن هذا البحث الذي بين أيدينا، يتناول التوسل بالأنبياء والصالحين، إنما هو محاولة علمية لتصحيح مسار الضالين عن الركب الإسلامي، الباحثين عن الصراط المستقيم، رغبة في هديهم إلى طريق القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وعمل السلف الصالح لينتظم منهم من خالف الجماعة جهلاً إلى ركبها علماً ويتبين منهم من شذّ عن الحق. لقد أوضح هذا البحث مشروعية التوسل بالأنبياء والصالحين أحياء كانوا أم أمواتاً، وأبان أنه منا يحق للحي سؤال مثيله والإستعانة به في الأمور الطبيعية والخارقة للطبيعة، كذلك يحق له الإستعانة بالحي حياة برزخية، والتوسل به في الأمور الطبيعية، والأمور الخارقة للطبيعة، ذلك أن الذي أقدر الحي، نبياً أو ولياً، أو غيرهما على الإستجابة و للتوسل والإستغاثة، هو الذي أكرم الميت في قبر فمكنه من الإستجابة لتوسل الحي وإستغاثته. إقرأ المزيد