العذراء والرب ؛ قراءة في الخطاب السياسي الأمريكي
(0)    
المرتبة: 98,467
تاريخ النشر: 10/11/2007
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:في جزء من قراءتها في الخطاب السياسي الأميركي تقول الكاتبة "إن سياسة أميركا مع العالم العربي والإسلامي "مربع الأعداء ومحور الشر، وأعداء الحضارة وأبناء الظلمات" بدأت من القضية الفلسطينية مروراً بأفغانستان والعراق، ومواقفها من المقاومة العربية في فلسطين وجنوب لبنان، وحالياً العراق وتحويلها إلى فعل إرهاب. سياسة لا نستغربها ...نحن العرب ولا تدهشنا، بل ومن الغباء أن نحلم بغيرها، وهي سياسة تعاضد، أنا وابن عمي، أميركا وإسرائيل، على الغريب، العرب والمسلمين. فما الذي قدّمته أميركا خاصة والغرب عامة للقضية الفلسطينية ليحسب لهم منعطفاً في تطور القضية؟ لا شيء سوى لغة من التنديد والتهدئة والتمويه وبعض من القرارات التي خيّبت الشعوب العربية وأصابتها بالإحباط، هذا هو كل ما قدمته الإدارات الأميركية المتعاقبة للعرب.
لذا ترى الكاتبة بأن سيدة الديموقراطية والعدل والحرية لا تتوانى عن أن تقف مع الباطل إسرائيل ضد حق الفلسطينيين، ربما هي تمتلكه من حق الفيتو في مناصرة إسرائيل ضد مواقف العالم، وموقفها الأخير من الجدار يحمل لنا دلالات علينا أن نستوعبها جيداً فهل من فهمها؟؟" وتتابع قائلة: "لقد جاء استعمار أميركا للعراق تنفيذاً لمخطط آخر ورد في تقرير لليهودي يبنون أوديد نشر مترجماً عام 1986، بعنوان (استراتيجية إسرائيل في الثمانينات) يقول فيه: "إن تفكيك سوريا والعراق في وقت لاحق إلى مناطق على أساس عرقي أو ديني، كما هو الحال في لبنان، يعتبر الهدف الأول لإسرائيل في الجبهة الشرقية، يقصد الشرق الأوسط، على المدى البعيد، في حين أن تفكيك القوة العسكرية لهذه الدول، وهي مصر وسوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية، يشكّل هدفاً أولياً على المدى القصير، إن العراق الغني بالنفط من ناحية، والممزق من ناحية أخرى، يعتبر مرشحاً مضموناً لأهداف إسرائيل، فتفكيكه يعتبر بالنسبة لنا أكثر أهمية من تفكيك سوريا".
إضافة إلى أن "العراق مكوّن مفصلي من مكونات مصادر النفط في الخليج العربي، وتلك المكونات وصفتها الخارجية الأميركية سنة 1945 بأنها مصدر مذهل للقوة الاستراتيجية"، أي أن المسألة تتجاوز الإحاطة بنظام دكتاتوري إلى.. هيكلة شرق أوسط جديد، وتغيير الثقافة السياسية للمنطقة كلها.. إن الحرب على العراق جاءت استجابة لإدراك أميركا بأن عليها أن تبادر إلى تصميم عالم على صورتها، قبل أن يصممها العالم على صورته، ثم "إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط كلها بذريعة سدّ الفجوات الأمنية المتربصة بها". فالشرق الأوسط هو بؤرة للإرهاب؛ لذا فالمطلوب "شرق أوسط بمواصفات إسرائيلية أميركية؛ لأن القاعدة الأمثل في عرف الأقوياء هي أنهم الأجدر بترتيب الأوضاع، ربما يكفل الأمن، حتى ولو كان ذلك الأمن تحت فوهات المدافع، ويضمن الاستقرار حتى لو كان ذلك الاستقرار فوق أكياس البارود وصناديق القنابل" قول يعيدنا لنظرية نيتشه البقاء للأصلح، والأقوى هو الأصلح، إنها الحقيقة السوداء التي علينا أن نؤمن بها.
بعد هذه الإضاءة بالإمكان القول بأن الكاتبة استطاعت المضي في عمق الخطاب السياسي الأميركي للوقوف على المدلولات الحقيقية لممارساتها السياسية على أرض الواقع؛ وإنما العراق وفلسطين مثالان حيّان على ذلك. ويمكن للقارئ الاستزادة والمضي مع الكاتبة بعيداً في عمق استراتيجية السياسة الأميركية من خلال قراءته لذلك الخطاب السياسي الذي استطاعت الكاتبة تفكيكه وتحليله بموضوعية وفهم معمّقين. إقرأ المزيد