تاريخ النشر: 01/12/2006
الناشر: دار النهار للنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"إيليا يقف لا يهدأ. عاد إلى الدكان. لم يتأخر.. قال الرجل مضيفاً كأنه بات يعرف ما يبحث عنه هذا النوع من الزوار: محوا كل شيء إلا طلقتين لا أحد غيري يعرف أين استقرا. ابتسم إيليا وسأله: هل تمانع في أن ألتقط لك صورة؟ نهض عن كرسيه وهو يتكلم معرّفاً ...عن نفسه: أنا ولدت في البرازيل ورجعت إلى لبنان في العاشرة من عمري، قبل الحرب العالمية الثانية، والدي كان يتاجر في غابات الأمازون، على الكشة، يبيع أهل البلاد ذخيرة عود الصليب وتراب القدس، إنهم مسيحيون متعصبون في تلك البلاد، والهنود مسيحيون متعصبون مؤمنون أكثر من البيض بكثير، أكثرية البيض بلا أخلاق. يضحك حتى ينكشف ما تبقّى من أسنانه، يكمل وهو يتأهب للوقوف أمام بابه: سمّاني والدي بدرو على طراز أهل البلاد. كانت له زوجتان، واحدة في البر وواحدة في سان باولو. أنا من زوجة البر، برازيلية انتزعني منها بالقوة وعاد بي إلى هنا... يضحك عالياً من جديد. في يوم من الأيام حمل معه الببغاء من المدينة إلى الريف، ببغاء أذكره جيداً قبل أن يموت، جاء به لعند أمي فراح الببغاء ينادي على زوجة والدي الأخرى كما كان معتاداً في سان باولو، "مرغريتا، مرغريتا، تي يا مو..." يطلب منه إيليا تغيير وقفته قليلاً كي تظهر واجهة دكانه في الصورة. ينادي إيليا شاباً صغيراً كان يقف في الجوار، يشعل سيجارة ويقف. يطلب من الشاب أن يلتقط له صورة. ينظر إليه صاحب الدكان بغرابة ويكمل ولو أن أحداً ما يصغي إليه: ...".
خارطة لبنان الجغرافية والسياسية والاجتماعية تتوالى تفاصيلها من خلال "مطر حزيران" يقلب الروائي صفحات تاريخ لبنان، ليقول وكأن تاريخ الأحداث يعيد نفسه من ثورة مضت إلى حرب أهلية وكأن به ينكأ جراحاً باستحضاره أحداثاً تمنّى كل لبناني لو أنها مضت بلا رجعة.. ولكن…نبذة الناشر:"...ما إن أزفت الساعة الثالثة والنصف وكانت السماء ترسل رزازاً من المطر تحرك الموكب من بيت آل العبد إلى كنيسة السيدة التي تبعد عنه نحو مئتي متر بتقدمه السادة المطارنة والرهبان والراهبات وبسبب المطر أخذ الناس يدخلون إلى الكنيسة من أبوابها الجانبية الشمالية والجنوبية وأما باقي الموكب فدخل من الباب الغربي الملوكي المواجه لساحة البلدة وما إن بدأ الموكب بالدخول إلى الكنيسة كان الإشارة والشرارة الأولى للكامنين في داخل الكنيسة وفي الساحة وعلى السطوح فشهروا أسلحتهم وأخذوا يطلقون النار على خصومهم ودام إطلاق النار زهاء العشرين دقيقة فقتل وجرح مئة وبعض المئة من الناس وهرب القسم الأكبر من المعتدين وألقي القبض على البعض منهم".
(من القرار الظني في قضية الاعتداء على أمن الدولة الداخلي الحاصلة في مزيارة، قضاء زغرتا، بتاريخ 16 حزيران 1957). إقرأ المزيد