ناجي العلي مدهش الملهاة ومفجع المأساة
(0)    
المرتبة: 181,896
تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: أطلس للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:تتصف مقدرة الفعل الإنساني وجلاله في شخصية ناجي العلي وهي تقود موهبة التعبير عن الشعور في أعماله الكاريكاتورية الخالدة؛ بالعمق الفني وبنقل الحاسة النفسية الخالصة في المأساة والملهاة.
وعرف ناجي كيف يوزع التراجيكوميدي أو الكوميديا السوداء، بين الساخر والقاهر، بين تسييل الدموع والدماء، وبين خشونة مشتقة ونعرفه مناسبة ويترك بين ...الملهاة والمأساة الوجع المخيف، وكأنه يتوسط ما بين الملهاة والمأساة بأمرين؛ الساذج البسيط، والوعي بإدراكه، وهذا نموذج تطبيقي على أعمال ناجي الفنية، ولعل هذا النموذج الفريد لفني الكاريكاتير قد أجاد، وعلى أكمل وجه، تناول المأساة والملهاة؛ وقد كان ناجي مشدوداً في أعماله دوماً إلى إبراز المفجع والمأساوي، بينما تقود الرمزية لديه في المأساة بإشارتها إلى الخطر.
من هنا، وفي إطار إختياره لنمط رمزي معين ملفت، ما الذي جعل ناجي العلي يختار "حنظلة" رمزاً شديد القوة والوضوح، الفاقع حركة ورشاقة!؟ ما الذي جعله مشدوداً إلى هذه الرمزية المبصرة فقاءاً وضميراً لدرجة كبيرة!؟ طفل أسماه "حنطلة" بهيئة صعلوك...
لقد عرف ناجي إختيار مخاطبة العقل والقلب البشري النضر معاً عبر الطفولة، ولم يجد أكثر رمزية في هذه الحياة وعلى هذه الأرض أكثر من إستحقاقات الطفولة، فالطفولة تجسد كل شيء نزيه، هي البراءة؛ وإن الفعل البريء لدى الطفولة غالباً ما يكون "سيربالي"، الحركة الناتجة عن فعل دون إدراك مسبق؛ وقد صنع الطفولة ملحمة خالدة، ورسم للطفولة ساحة وألعاباً وضحكات؛ بعد أن خطفتها قذائف الحرب والدمار.
فالطفولة المنظلية مثل تجمع عصافير صغيره في أعشاشها، وزنما ليل حمام لم تنفض زغبها، وأجساد رقيقة لا تحتمل إحتراق الحروب، وناجي؛ وإلى ذلك، يختار الوقت المناسب لتحريك "حنطلة"، وفي كثير من الأحيان يرمسه في موضع الواقف الصامت، يداه إلى الخلف يرقب الأشياء من حوله بحزن.
وفي هذا هو يقصد بأنه في موقع الشاهد الذي يعرف كل شيء، وأحياناً يحرك "حنطلة" كفعل لردّ فعل، فتجده يحمل حجراً وينتظر، وأحياناً يقذف حجراً في الجهات والإتجاهات، وأحياناً تراه في حضن أمه "فاطمة" يقبلها، وتجده أحياناً في موقع آخر قد أعطانا مؤخرته بهيئة غير مبالٍ بين ما هو مسخرة وما هو مفخرة، ويتحرك ويكتب، وأحياناً يبكي من جراء قصف أو قذائف متطايرة، ومعها يتطاير "حنظلة" على أرجوحة مرتفعة في الهواء بوقت اللهو واللعب.
فهذه القذيفة الظاهرة في رسم ناجي و "حنظلة" أيضاً على "مرجوحته" المتطايرة، ثنائي يتمثل في الخير والشر، قذيفة متطايرة تحاول جاهدة خطف الطفولة البريئة وقتلها، وتمثل الفارق بين شرها وبين خير "حنظلة" الإنساني الذي يلهو وقته وأرجوحة هي لعبته الحميمة...
إن خير ناجي حر دائماً عدالة وحق، وأما الشر نقيض العدالة والحق، وهذا ما تمثله "التراجيكوميديا" الموزعة في حساسية الإصطلاح برؤية ثاقبة خلاّقة، وهذا ينبوع جديد للإلهام الذي أسبغ على أعمال ناجي طابع الإبداع.
هذا ما يحاول هذا الكتاب إبرازه من خلال رسومات ناجي العلي، وهو يأتي بطبعته الثانية بحلّة جديدة، حيث تمت إضافة بعض العناوين الجديدة التي تناولت الدلالات الرمزية التي تقود إلى المفارقات في كاريكاتير ناجي العلي والبطل التراجيدي حنظلة مرة أخرى، والبنية الدرامية في كاريكاتير ناجي العلي والشكل المركب في الكاريكاتور، كما تقدم ذلك تمهيد تناول فن الكاريكاتور وتعريفه.نبذة الناشر:حنظلة: هذا المخلوق الذي ابتدعته، لن ينتهي من بعدي بالتأكيد... وربما لا أبالغ إذا قلت أنني أستمر به بعد موتي... إقرأ المزيد