نقد الشعر في العراق ؛ بين التأثرية والمنهجية (رؤية في تطور النص النقدي)
(0)    
المرتبة: 196,012
تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: دار الشؤون الثقافية العامة
نبذة نيل وفرات:شهدت القصيدة العربية في البيئة العراقية منذ مطلع القرن العشرين والى نهاياته أكثر من حركة تجددية في شكلها حيناً وفي مضمونها حيناً آخر؛ وفي كليتها حيناً ثالثاً وفي لغتها وبنائها الفني حيناً رابعاً. فبرزت في نقد الشعر العراقي المعاصر والحديث مصطلحات أدبية جديدة كالشعر المرسل وقصيدة النثر أو الشعر ...المنثور والشعر الحر والشعر الجديد والشعر العمودي أو التقليدي والنظرة العصرية الى البند فضلاً عن اضطراد المدارس والاتجاهات الأدبية المعروفة كالكلاسيكية والكلاسيكية الجديدة والرومانتيكية والواقعية بفنونها وتياراتها المختلفة: الواقعية الجديدة والواقعية الإشتراكية والرمزية والسريالية والدادية وبرزت الشكلية أو الشكلانية والبنيوية أو البنائية والأسلوبية وأخيراً التفكيكية أو التشريحية أو التهديمية بمعناها الحرفي، في التعامل مع البناء الفني والتحليل النقدي للغة النص الشعري تركيباً وتأليفاً وتحليلاً لظواهره الفنية المختلفة. فكان للصورة بوصفها مصطلحاً نقدياً، دورها الفاعل والجاد في استحداث بعض الدراسات النقدية التي تناولتها صورة أدبية تختص بالنص الأدبي أو الخطاب النثري، وصورة شعرية تختص بالنص الشعري أو الخطاب الشعري وصورة فنية تخص المعيار النقدي أو القدرة الذاتية عند الأديب، الشاعر أو الكاتب، في رسم الكلمات وخلق اللوحة الشعرية أو النثرية الأصلية التي تمثل درجة عالية من الإبداع في الفن الأدبي عموماً.. والحديث عن الصورة بأبعادها أو أشكالها أو أنماطها الثلاثة هو حديث نقدي عن قدرتها التكافؤية والتعادلية التي تتجلى في أسلوب الصورة الشعرية من حيث الصياغة اللغوية البارعة من تجسيد المضمون الفكري من خلال تشبيهاته واستعاراته وكناياته ومعادله الموضوعي حدثاً فنياً يخلق الإستجابة عند المتلقي ومن ثم يؤلف نواة التأثرية-الذاتية التي قد تقود في بعض الأحيان الى منهجية نقدية، إذا تجاوزت تلك التأثرية استبداد الذات وتمردت على قيود الانطباعية الشكلية. فكان النقد اللغوي المحض في الأدب العراقي الحديث مظهراً جلياً من مظاهر الصراع بين الشكلية التعبيرية المستندة الى قوانين لغوية ثابتة، والبنائية اللغوية الفنية القائمة على عنصري التحليل والتركيب في الخطاب الشعري أو النص الشعري من جهة، والمستندة الى فهم حضاري جديد من جهة أخرى في اللغة حركة تجددية وتراكيب متطورة وأساليب تعبير سليمة تمثل عربيتنا الحديثة بقوانينها الفصيحة العريقة وحريتها الحضارية المعاصرة في كونها لغة حضارية حيّة تتجدد بتراكيبها وقيمها الجمالية بعيداً عن الشكلية ويتجلى هذا اللون من النقد في الأمثلة التي ساقها المؤلف في كتابه هذا والتي قام بتحليلها في هذا السياق، وهي أمثلة نقدية تطبيقية تمثل مراحل التطور التي مرّ بها نقد الشعر في العراق بين تأثريته أو انطباعيته وتقليديته ومنهجيته، أو فنيته المحللة للنص الشعري أو القصيدة العربية الحديثة بوصفها ظاهرة فنية يجب الكشف عن ملامحها وسماتها الجمالية المتمثلة بفنها اللغوي وأسلوبها الإبداعي وقيمتها النقدية والأدبية موازنة ومقارنة وتمييزاً لها بين أساليب تعبيرية شعرية مختلفة. إقرأ المزيد