تاريخ النشر: 04/01/2007
الناشر: بيسان للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:"الأنطاكي" عنوان رواية يحيل إلى خلفية دينية. ولعل مؤلفها شكيب خوري يعني بذلك المسيحي باعتبار أن الكنيسة المسيحية الأولى نشأت في أنطاكية. على أن حضور الدين في الرواية لا يقتصر على إسمها ومآل بطلها بل يتعدى ذلك إلى الأحداث لا سيما في بعدها الشمولي الغيبي الماورائي الذي يتخطى الطقوس ...والحدود المصطنعة بين الأديان.
تتحدث الرواية عن رجل ميليشيا حرب زمن الحرب الأهلية اللبنانية يتحول إلى رجل دين / كاهن وبهذا المعنى تكون الرواية هي رحلة تطهير الذات يقطعها البطل، لكنه تطهير لم يخلُ من الإثم وموافقة اللذات في بعض محطاته.
في الرواية ثمة شخصيتان إثنتان تحملان إسم "الأنطاكي" ثمة الأنطاكي الجد الذي عاش في القرن الرابع الميلادي واستقر في الصين وكان قديساً "وعى الكون من دون أن يشغله عبث الوجود. خرج إلى المغامرة ولم تكن البطولة قلقه". وثمة الأنطاكي الحفيد، بطل الرواية، تاجر المخدرات، مبيّض الأموال، المهرّب، المقاول، تاجر البغاء، رجل المخابرات، المحارب الذي خاض الحرب اللبنانية، وخرج منها بثروة خيالية.
على أن العلاقة بين الإثنين في الرواية تتخطى علاقة الجد بالحفيد، فيبدو الحفيد مسكوناً بالجد كأنما يجمع في داخله بين ذاتين متناقضتين، فيعتبره الأطباء مصاباً بالشيزوفرينيا، وفي تفسير آخر يبدو الحفيد وقد تقمص روح الجد، فكأنه الجد بقميص الحفيد، ولذلك، يتذكر حياته الماضية، وينطق بما كان له من ماضيه البعيد. وهكذا، فالرواية هي هذه الرحلة المعاكسة من الحفيد إلى الجد، من الشيطان إلى القديس، وتنتهي الرحلة بصورة كاهن يستعد لقداسه المسائي. نبذة الناشر:أوصى الإنطاكي ببناء خيمة في بقعة من الصحراء تقع بين مثلَّث إنطاكيا تدمر-حلب- الفرات وبحجم قاعة المؤتمرات في مبنى إمبراطوريته في بيروت التي تتسع لثلاثمئة شخص، وأصرَّ أن يكون اللون الأخضر سائداً وأن تُخصَّص ثلاث زوايا لتحرُّك الإعلاميين بكاميراتهم وميكروفوناتهم، وزوَّدها بمكيفات الهواء، وارتفعت البيارق...
وفي الساعة المحدَّدة احتشد تحتها الموظفون الذين أتوا براً وجواً من دول بعيدة وجلسوا كالدمى على الكراسي التي علِّقت عليها بطاقات بأسمائهم وألقابهم ومراكزهم، جحظت العيون الخائفة، وضاعفت الأسئلة من حيرتهم: "ما غاية هذا الإجتماع؟" "لماذا هنا في قلب العدم وليس على شاطئ البحر حيث يتكافأ السفر الطويل بالمتعة والراحة، والكثير من البصبصة؟" "أيَّة مفاجأة... سرّ سيعلنه الإنطاكي في هالحشرة؟" "تأخرَّ خمس دقائق، عشر دقائق! ما من عادته.
منذ عرفته يصل قبلنا إلى الموعد، يا ترى، ليس هناك مساعد يخبر عن سبب هذا التأخير اللامألوف؟" كان مشهداً مشوِّقاً يعرض إرباكاً عاماً، وصعَّدت حركة فرك الأيدي عنصري الترقُّب والحذر فبلغ التوتّر ذروته، ووصف أحد المتتبعين هذا الإجتماع بـ"الكوميديا السوداء، تثير الضحك ثم تباغتنا بخناجرها لتمزِّق شرايين الرِّئة". إقرأ المزيد