قضايا الاتصال والإعلام في الأردن والوطن العربي
(0)    
المرتبة: 99,001
تاريخ النشر: 01/04/2007
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:تشكل مادة هذا الكتاب إضافة علمية قيمة يقدمها الأساتذة الباحثون والمحاضرون في الأوراق العلمية والمحاضرات التي تشكل مادة الكتاب، تضاف إلى المكتبة الإعلامية العربية، التي تتطلع إلى مثل هذه الدراسات التي تحقق شروط البحث والتحليل للظاهرة الإعلامية والاتصالية، التي تتسم بالانتشار والتأثير والصلة المباشرة بتكوين الرأي العام وحاجاته المباشرة.
وجاء ...الكتاب في ثلاثة أقسام، اشتمل القسم الأول منها على ست محاضرات متخصصة في الإعلام والاتصال، واشتمل القسم الثاني على ندوة علمية عقدتها مؤسسة عبد الحميد شومان بالاشتراك مع مركز الدراسات المستقبلية بجامعة فيلادلفيا تحت عنوان "مستقبل ثقافة الشباب في ظل عولمة الإعلام"، والقسم الثالث الذي اشتمل على ندوة علمية عقدتها مؤسسة عبد الحميد شومان تحت عنوان "الإعلام الأردني إلى أين".
وعودة إلى القسم الأول، فإن المحاضرة الأولى التي يستهل بها الكتاب صفحاته جاءت بعنوان "قضايا الإعلام والاتصال في الوطن العربي" للدكتورة مي العبد الله"، التي قدمت شرحاً وافياً لحالة الإعلام العربي، وخاصة القنوات الفضائية التلفزيونية بالقيم الاستهلاكية السطحية التي تثيرها، والخطاب الإعلامي العربي الذي يقزم نفسه لكسب ود الدوائر الغربية، في ظل غياب الاستراتيجيات الإعلامية العربية، داعية إلى مواجهة التحديات المعاصرة التي تواجه الإعلام العربي، مع التأكيد على الدور التنموي للإعلام.
وكانت المحاضرة الثانية بعنوان "العرب وثورة الاتصال" للأستاذ عبد الرؤوف الباسطي، الذي أشار إلى أهمية صناعة الاتصال، وقدم نقده للإعلام العربي، والفضائيات على وجه الخصوص، لجهة القصور عن القيام بدوره في التنمية العربية بمفهومها الشامل، واصفاً حوارات الفضائيات بالتركيز على هيمنة الأفكار المتخلفة فيها.
وجاءت المحاضرة الثالثة بعنوان: "الإعلام اليوم: الواقع والمتغيرات" للدكتور نبيل الشريف، الذي تحدث عن سقوط وسائل الإعلام الغربية في امتحان المصداقية الإعلامية في الحرب على العراق، والنجاح الذي أحرزته وسائل الإعلام العربية، وخاصة القنوات الفضائية الإخبارية، في تغطية أخبار تلك الحرب، عندما توافرت لها الإمكانيات التقنية والبشرية وذلك القدر من الحرية.
وكانت المحاضرة الرابعة بعنوان: "إعلام في الفضاء" للأستاذ حمدي قنديل، الذي أشار إلى عدد من إيجابيات الفضائيات العربية، خصوصاً القنوات الجادة. منها، ومن أهمها مخاطبة الجاليات العربية في الخارج، والمنافسة التي تؤدي إلى تجويد العمل التلفزيوني، والنقل الآني للأخبار، منتقداً لجوء الكثير من الفضائيات إلى هدر الوقت بالغناء والمسائل السطحية، داعياً إلى دخول المواطنين العرب ميدان امتلاك القنوات الفضائية من خلال الاكتتاب الشعبي.
وكانت المحاضرة الخامسة بعنوان "تأثير الفضائيات في الإعلام العربي" للدكتور حمد الكواري، الذي تحدث عن غلبة الترفيه على الفضائيات العربية، مبيناً أن الفضائيات الإخبارية الجادة رغم قلة عددها، إلا أنها ذات مكانة مؤثرة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، وقد سجلت حضوراً أكيداً في الأحداث المهمة وشكلت منافساً للمحطات الأجنبية، ودعا إلى الحكم على قناة "الجزيرة" الفضائية من خلال التقييم الموضوعي لها وتسليط الأضواء على أدائها وأسلوبها ومنهجها.
أما المحاضرة السادسة فكانت بعنوان: "الإعلام ودوره في تطوير الوعي المجتمعي" للأستاذ أيمن الصفدي، الذي قال إن عصر حجب المعلومة ولى إلى غير رجعة، ولكن التطور في القدرات التكنولوجية لم يرافقه تطور رديف في القدرات الصحفية، مؤكداً على أهمية دور الإعلام في تغيير القيم المجتمعية.
لقد شخص الباحثون الإعلاميون في محاضراتهم عدداً مهماً من القضايا والمشكلات التي تواجه الإعلام العربي في الوقت الحاضر، وتعد من المعيقات التي تقف في طريق تقدمه وممارسته السليمة لدوره في الكشف والتحليل وتنوير الرأي العام العربي.
ولقد أشارت هذه المحاضرات، إلى التحديات التي تفرضها صناعة الاتصال المعاصرة على الإعلام العربي، من خلال الشركات الإعلامية العملاقة التي تهيمن على الإعلام الغربي، وتصل تأثيراتها المباشرة وغير المباشرة إلى العالم العربي.
وإذا كان الأساتذة الباحثون والمحاضرون، قد أشاروا في أوراقهم العلمية ومحاضراتهم، إلى الدور المتعاظم للإعلام والاتصال، وإلى اعتماد هذا المرفق على تكنولوجيا الأقمار الصناعية والثورة المعلوماتية والرقمية، إلا أنهم أشاروا إلى أن قنواتنا الفضائية والكثير من وسائل الإعلام العربية، لم تثبت جدارتها على صعيد المضمون والمحتوى، ولم تتح الفرصة لتعددية فكرية حقيقية، وكانت نسخاً متشابهة تتنافس من أجل الإعلان، وقد تتجاوز في سبيل ذلك الكثير من "أخلاقيات المهنة أحياناً"،وأن هذه المؤسسات الإعلامية مدعوة للارتقاء الفعلي بالممارسة المهنية، ذلك أن نقص المهنية، وعدم وجود الكوادر المدربة، والارتهان إلى لغة المنافسة الإعلانية، تبعد هذه المؤسسات عن دورها الحقيقي ورسالتها في "تطوير الوعي المجتمعي".
إن الأوراق العلمية التي قدمت في هذه الندوة فكانت في جلسات ثلاث، قدمت في الجلسة الأولى التي رأستها السيدة ليلى شرف ورقة بعنوان "المنظور العام للإعلام في ظل العولمة"، للدكتور محمد مصالحة، حاول فيها الإجابة عن سؤال: كيف تلعب الفضائيات دورها الاتصالي في عصر العولمة، مبيناً أن هذه الفضائيات لها دورها في التنشئة الاجتماعية والسياسية للأجيال الجديدة، ولكنها تركز على الصورة أكثر من المضمون.
وكانت الورقة الثانية بعنوان "الثقافة والعولمة والفضائيات والاتصالات", للدكتور عبد الله عويدات، تتحدث عن سهولة وصول الرسائل الإعلامية للشباب، دون مقاومة، وأن هناك حرية كبيرة لدى الشباب في تلقي المنتج الإعلامي. وتساءل هل نقوم نحن فعلاً بتشكيل الشباب ثقافياً وفق رؤيتنا، أم تراهم يتشكلون وفق رؤية هذه الإمبراطوريات الإعلامية.
وكانت الورقة الثالثة بعنوان: "التكوين الثقافي للشباب" للدكتور صلاح جرار، الذي بدا له، أن جيل الشباب قد سعى للبحث عن الممنوعات في المجتمعات الغربية، التي يطلع عليها من خلال الإعلام بقنواته المتعددة، وتم إرجاء البحث عن الفوائد العلمية اللامحدودة، التي توفرها وسائل الاتصال الحديثة. وذلك في ظل سيادة كاملة لثقافة الترف والاستهلاك والغناء، واقتصار استخدام "الإنترنت" على المحادثات وإقامة العلاقات والصداقات.
وكانت هناك إشارة مهمة للشريف فواز شرف، الذي رأس الجلسة الثانية للندوة، بدعوته إلى التركيز على "موضوع التأكيد على الارتباط بالوطن والهوية وعلاقتهما بالعولمة.
أما الورقة الأولى في هذه الجلسة فكانت بعنوان: "الشباب والمستقبل الاقتصادي" للدكتور إبراهيم بدران، قال فيها، إن المستفيد الأول من المستقبل الجيد هي شريحة الشباب، مبيناً أن لحركة العولمة إيجابيات يجدر الانتفاع بها، لكن من الضروري أن يتم التعامل معها بعقل منفتح وإدارة علمية ورؤية إصلاحية استراتيجية.
وتضمنت الجلسة الثالثة للندوة، التي رأسها الأستاذ إبراهيم عز الدين، ثلاث أوراق علمية، كانت الورقة الأولى بعنوان: "الثقافة العولمية وأولويات الشباب" للدكتور محمد خير مامسر، الذي بين إيجابيات العولمة المتمثلة في نشر المعرفة وتطوير العلوم وإنشاء الصناعات، وصناعة الحضارة المتميزة، وسلبيات العولمة التي تظهر من خلال البرامج الإعلامية التي تروج للأفكار الغريبة والشاذة.
وكانت الورقة الثانية بعنوان: "الشباب بين الأمس واليوم"، للأستاذ حسني عايش، الذي دعا إلى أهمية التواصل مع الشباب، وفهم الشباب وما يريدونه، مبيناً أن المشكلة الأبرز في الأسرة الأردنية حالياً أنها غدت غير ذات صلة بالمجتمع العام، حيث تسعى إلى بناء أفرادها على غرار المجتمعات الغربية.
أما الورقة الثالثة فكانت بعنوان: "أين نحن من ثقافة شبابنا الفرعية" للدكتور حسين المحادين، الذي وصف ثقافة الشباب بأنها ثقافة وقت الفراغ أكثر من وقت العمل، والاهتمام بالترفيه والمتعة عبر برامج الخيال غير الهادفة وأفلامها. ودعا إلى وضع برامج ثقافية تشاركية مع الشباب أنفسهم.
وبرز من خلال الأوراق المقدمة لهذه الندوة، والمداخلات والمناقشات التي شهدتها، عدد من الأفكار حول ثقافة الشباب، والهموم التي يعيشونها، منها، على سبيل المثال: خطورة مشكلة البطالة التي تواجه جيل الشباب، أهمية الاستماع إلى الشباب ومحاورتهم، ضرورة نزع الرعب من نفوس الشباب، التساؤل حول المشاركة الشبابية في العمل السياسي والحزبي، ضرورة محاربة ثقافة الخوف وثقافة العيب لدى الشباب، علماً بأن الأستاذ حسني عايش أنكر وجود ثقافة العيب لدى الشباب الأردني.
أما القسم الثالث من هذا الكتاب، فقد اشتمل على وقائع الندوة الإعلامية التي عقدتها مؤسسة عبد الحميد شومان، بعنوان: "الإعلام الأردني إلى أين"، التي تمت فيها مناقشة عدد من الأوراق العلمية المتخصصة، كانت الكلمة الافتتاحية فيها للأستاذ إبراهيم عز الدين رئيس المجلس الأعلى السابق، تحدث فيها عن رحلة الإعلام الأردني وتطوره، وقوانين المطبوعات والنشر التي شهدها الأردن، وكان من أهمها قانون سنة 1993م الذي كان له ميزتان أساسيتان هما: التوسع في تراخيص الصحف، ورهن توقيفها بقرار من القضاء. وقد بين الأستاذ إبراهيم عن الدين أنه كان معنياً باستمرار بمسألتي: رفع سقف الحرية، وسقف المهنية.
وكانت الورقة الأولى في الندوة بعنوان "واقع الصحافة والإعلام: رؤية نقدية"، للأستاذ طاهر العدوان، قال فيها إن الحريات الصحفية تعيش حالة من المد والجزر، وإن وزارة الإعلام لم تلغ وإنما تغير اسمها، وإن حالة التردد في الإعلام الأردني خلقت الفوضى في المرجعيات الإعلامية، وإن كثرة الصحف لا تعني التعددية، من حيث اتجاهاتها. وذكر إن الصحافة الأردنية ضعيفة في مجال التأثير على الرأي العام، أو التأثير على القرارات الحكومية.
وكانت الورقة الثانية بعنوان: "الإعلام: رؤية مستقبلية" للدكتور سمير مطاوع، دعا فيها إلى توفير أسس النجاح للإعلام الأردني، وتعميق مفهوم الديمقراطية، وضرورة إعادة هيكلة الأجهزة الإعلامية لتواكب التطورات المهنية والتكنولوجية المتسارعة.
وحملت الورثة الثالثة عنوان "حرية الإعلام: البعد القانوني" للدكتور محمد علوان، قال فيها: إن تاريخ الحرية الصحافة ارتبط مع تاريخ الديمقراطية نفسها في العالم. وبين المرجعيات التي تستند إليها الحريات الصحفية، وقدم قراءة لمسألة الحق في التعبير، كما وردت في الدستور الأردني، وكذلك قراءة تحليلية لمواد قانون المطبوعات والنشر الأردني.
وكانت الورقة الرابعة بعنوان: "مشكلة الحريات في الصحافة الأردنية" للدكتور فهد الفانك، قال فيها، إن الحكومة الجيدة لا تخشى الصحافة الحرية، وإن حرية الصحافة في الأردن قد تكون أفضل مما هي عليه الآن في بعض الدول المجاورة، ولكنها ليست مرضية على الإطلاق.
أما الورقة الخامسة فكانت بعنوان "مؤسسة الإذاعة والتلفزيون: الواقع والطموح" للسيدة بيان التل، تحدثت فيها عن الظروف التي تواجه مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، من حيث عدم إتباع الأسس السليمة في التعيين، وتراجع الدعم المادي الحكومي، واستنزاف الكفاءات، وقالت: إن الالتزام بالمهنية يعيد الثقة بالمؤسسة.
ومما يجدر ذكره، إن حديث الحريات الصحفية لا يتوقف عند حد معين، وما يزال النقاش والحوار مستمرين، سعياً وراء إنجاز التشريعات التي تضمنت للصحافة حرية أكثر اتساعاً، سواء في إطار قوانين المطبوعات والنشر والمداولات البرلمانية بشأنها، أو من خلال نتائج الدراسات الميدانية التي يقوم المجلس الأعلى للإعلام بإعدادها لقياس مؤشر الحريات الصحفية. إقرأ المزيد